2.68 مليون دولار للوقود تحرقه العاصمة يومياً

1000 نقطة تفتيش تخنق بغداد مروريا

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول أحد المغتربين العراقيين، الذي عاد مؤخراً إلى البلاد، إنه أبان تواجده في عديد دول العالم، لم يشهد مدينة تعيش على وقع الاختناقات المرورية، كما تعيشها بغداد، وحتى طريقة احتساب أجور سيارات التاكسي مختلفة، فهي قابلة للزيادة أثناء الطريق، لأن الأجرة تعتمد على الوقت وليس المسافة، والسبب يعود إلى الازدحام الشديد، التي وهي سمة خاصة ببغداد.

وبحسب سكان المدينة فإن الزحام مرده لانتشار شبكة كبيرة من نقاط التفتيش العسكرية، تصل إلى زهاء ألف نقطة أمنية، تقطع معظم طرق العاصمة، وتجعل مهمة التجوال فيها صعبة.

ومنذ عام 2006 ومع بداية العنف الطائفي والتفجيرات التي شهدتها بغداد لجأت الحكومة إلى خطة أمنية، ترتكز على نشر نقاط تفتيش عسكرية عند مداخل المناطق ومخارجها وعلى الشوارع الرئيسة وعند الجسور، مهمتها تفتيش السيارات المدنية بطريقة بدائية.

وأدت الازدحامات، كما يرى اختصاصيون اجتماعيون وأمنيون، إلى ارتفاع ظاهرة الشد العصبي، والانفلات اللفظي عند الناس، وغالباً ما تحدث شجارات بين السائقين بسبب تصادم السيارات مع بعضها بعضاً على خلفية الطوابير التي تنتظر دورها، للمرور عبر نقاط التفتيش.

ويعترف لواء المرور نجم جابر أن نقاط التفتيش الكثيرة وإغلاق بعض الطرق وراء الاختناقات المرورية. وينقل موقع "نقاش" الإلكتروني، عنه أن الزحام في بغداد مشكلة كبيرة، إلا أنه لا يمكن التضحية بالأمن وإلغاء نقاط التفتيش من أجل انسيابية الحركة.

ويصل عدد السيارات في بغداد ما يقارب مليون ونصف المليون سيارة، وهو عدد كبير قياساً بالشوارع، التي صممّت لتستوعب نصف هذا العدد، لكن الشوارع والجسور اليوم باتت بحاجة إلى توسعات.

وبحسب المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد فإن الوزارة توزِع يومياً 15 مليون لتر من البنزين في البلاد، بينها سبعة ملايين في بغداد، والسيارات التي تسير ببطء على مدى ساعات بسبب الازدحام تستهلك كميات هائلة من الوقود، فالمليون ونصف المليون سيارة تستهلك وقوداً قيمته نحو 2,68 مليون دولار يومياً، وفقاً لأسعار البنزين المحلية والبالغة نصف دولار للتر الواحد، ويحترق 40% من الكمية بلا فائدة بسبب الاختناقات في عموم أرجاء العاصمة.

إلغاء النقاط

ويطالب عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية مظهر الجنابي بتقليل نقاط التفتيش وإلغائها، ويعتبرها من دون فائدة، واستمرار التفجيرات دليل على عدم فاعلية تلك النقاط، فهي تقوم بتأخير المواطنين لا حمايتهم.

ويرى عباس جاسم وهو سائق أجرة، أن شوارع العاصمة لم تشهد اختناقات مرورية بهذا الشكل كما هي اليوم، منذ ثلاثة عقود.

ويرمي بالمسؤولية على نقاط التفتيش الأمنية المنتشرة في بغداد، حيث يعتبرها نقاط تأخير لا تفتيش، فبعض منتسبي القوات الأمنية يقفون من دون تفتيش، لكنهم يغلقون الشارع، ويتركون طريقاً ضيقاً لمرور سيارة واحدة فقط.

ويقول حميد جاسم وهو أيضاً سائق أجرة، إن أجور التاكسي تختلف بحسب الوقت، الذي نستغرقه للوصول إلى المكان الذي يريده الزبون، وفي بعض الأحيان تكون المسافة قصيرة لا تزيد أجرتها على خمسة آلاف دينار، أي ما يعادل 4 دولارات، وهي تستغرق دقائق معدودة، ولكن بسبب الازدحام يزيد وقت الوصول إلى أكثر من نصف ساعة، ولهذا نزيد الأجرة إلى الضعف.

وبات إعطاء المواعيد بالنسبة للبغداديين مهمة صعبة، ونادراً ما تجد شخصاً يلتزم بالوصول إلى مكان عمله في الوقت المحدد، فيما يضطر بعضهم إلى المغادرة قبل ساعات لضمان وصولهم في الوقت المحدد.

وتقول الموظفة في وزارة الثقافة ميساء صباح، أضطر يومياً إلى الخروج في الساعة السادسة والنصف صباحاً، كي أتمكن من الوصول إلى مكان عملي في الوقت المخصص للدوام وهو الثامنة والنصف، وهذا أمر متعب جداً، وأثناء ذهابي إلى العمل وعودتي إلى المنزل أمرّ بسبع نقاط تفتيش، إضافة إلى إشارات المرور الكثيرة، وبسبب ذلك أفضِّل في أول أيام الدوام مع بداية الأسبوع، الذهاب إلى العمل بسيارة أجرة لا بسيارتي الشخصية، خشية الازدحام.

آثار الاختناقات المرورية تنعكس على صحة البغداديين ومزاجهم العام أيضاً، فالوقوف في طوابير طويلة لساعات يسبب التوتر وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، ويواصل الطبيب سلام الخفاجي حديثه قائلاً، إن الزحام يتسبب في أمراض كثيرة، إضافة إلى التلوث البيئي نتيجة المحروقات التي تتفرزها عوادم السيارات.

Email