الانتفاضات العربية نتاج سنوات الفساد والقهر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوضح خبراء سياسيون في سلطنة عمان ان الثورات العربية نتاج طبيعي لسنوات طويلة من الفساد والقهر والحرمان الأمر الذي دعا الشعوب لكسر حاجز الخوف والخروج للساحات والميادين للمطالبة بالاصلاحات تارة واسقاط الانظمة تارة اخرى .وهي ثورات تطالب بحقوق مشروعة ورغم حدوث التغيير في بعض الدول الا أن التغييرالمنشود لم يحدث.

الاعلامي العماني سعيد بن علي الهنائي يقول ان الحديث عن الثورات العربية يأخذ أبعادا أوسع من مجرد الكلام عن الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي ابتليت بها أوطاننا العربية، فهناك جوانب إنسانية ونفسية أهملت عن قصد ، ما أدى لامتهان ادمية الإنسان. والثورات لم تكن انقلابا على أنظمة حكم فاسدة ، بل حراكا إنسانيا يعبر عن معاناة من أنظمة وصلت للحكم بدعوى تطوير الحياة وتحقيق التنمية في مختلف المجالات لكنها أخفقت فتضرر الناس وكانت فئة الشباب الأكثر تهميشا وحرمانا ، فالحكومات لم تنفذ البرامج الحقيقية التي تؤهل الشباب لدخول معترك الحياة، فالبطالة تفشت بشكل كبير والنشاط السياسي بات محظورا، ومؤسسات التعليم لم تقم بدورها التثقيفي قبل التعليمي. ومعظم الجامعات العربية لاتزال تعمل بمفاهيم ستينات القرن الماضي .إن واقعنا العربي مرير إذ لا يمكن القول إن الشعوب العربية التي لم يُخْلَع حكامها باحتلال أو بثورات عشوائية ، أنها بخير بمعيار الرفاه وتسلط وقدرة الحكام على فرض الأمر الواقع على شعوبهم .

غد أفضل

نعم الثورات انطلقت بسواعد الشباب الذين خرجوا للميادين وواجهوا الموت وانهال الرصاص على رؤوسهم ،من أجل الحرية والكرامة والحلم بغد أفضل. وبعد نجاح الثورات وسقوط الأنظمة عادوا إلى الصفوف الخلفية بسبب لعبة السياسة ،وهو تغييب بفعل فاعل فمنذ الأيام الأولى كانت جحافل المعارضة تحج إلى قصور الطواغيت للتفاوض على الغنائم باسم الشباب ،وأهل السلطة يدغدغون مشاعر الشباب بإنشاء أحزاب سياسية لهم ! ومن هنا نفهم أن شباب الثورة ليسوا في كفة توازن مع كهول المعارضة الوهمية الذين يحاولون إعادة عقارب الساعة للوراء !! لعلهم يحققون بعض المكاسب التي فاتتهم أيام عبوديتهم للنظام !! ولعلهم يعطون صورة النضال لبعض المخدوعين . ورغم أن الشباب لم يتصدروا المشهد السياسي، الا ان الكهول لم يحققوا ما يريدونه ! .

ولم يكن غريبا ان أكثر الفئات التي احتشدت في الميادين ضد الطواغيت، كانت من الشباب الذي تم تهميشه حتى أصبح مستقبله على كف عفريت ، وهم ليس لديهم ما يخسرونه .ورغم ذلك نرى ان المستقبل سيكون لهم ، ففي كل تجربة يخوضونها سوف يكتسبون خبرة ،والأهم أنهم يزدادون ثقة في النفس ،إذ لم يعد الخوف يتملكهم بعد سقوط حاجزه الوهمي. ووصولهم لصدارة المشهد السياسي سيكون مسألة وقت وعن طريق الشعب ،لأنه الحاضن الأصيل للشباب والرهان الأول والأخير.

Email