تقارير «البيان »

الانقلاب الحوثي يعيد أسراً يمنية إلى حياة الكهوف

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلّف الانقلاب الذي نفذته ميليشيا الحوثي واجتياحها العاصمة صنعاء، فضلاً عن توسّعها في محافظات أخرى وانقضاضها على مؤسسات الدولة وتدميرها المنازل والتسبّب في أكبر موجة نزوح، أوضاعاً إنسانية كارثية وتدهوراً اقتصادياً حاداً، أوصل آلاف الأسر إلى المجاعة بسبب الفقر والنزوح الجماعي لآلاف الأسر التي تركت منازلها بعد أن استهدفتها ميليشيا الحوثي، أو نزحت منها بسبب الأوضاع الاقتصادية وعدم قدرتهم على دفع إيجارها. وتكشف الأمم المتحدة عن اضطرار عائلات يمنية إلى العيش في الكهوف أو في مساكن بدائية، في ظل الافتقار لمرافق إيواء أساسية، بسبب الحرب التي فجرها الانقلاب الحوثي، وأنّ أكثر من 10 في المئة من سكان اليمن يعانون بسبب النزوح.

خوف

في عزلة الرجاعية جنوب غرب تعز، لجأت بعض الأسر للعيش في كهوف الجبال وتحويلها مساكن لهم وأسرهم في أوضاع معيشية صعبة. يعيش سعيد بن سعيد وأسرته المكونة من 7 أفراد في أحد الكهوف منذ خمس سنوات هرباً من الحرب، وعدم مقدرته على توفير منزل يأوي أسرته، بعد اندلاع الحرب توقف الأعمال وتدهور الأوضاع الاقتصادية.

يقول سعيد، إنه يعيش مع أسرته ظروفاً معيشية صعبة في بيئة غير آمنة إذ يخشى أي انهيارات قد تودي بحياتهم في داخل الجبل أثناء نومهم، وأنّه لا ينام معظم الليالي خوفاً على عائلته. كما يخشى سعيد على أطفاله من الحيوانات المفترسة والثعابين المنتشرة في المناطق المهجورة من حولهم، حيث تعرض أحد أطفاله للدغة ثعبان كانت تودي بحياته.

بدوره، يشير عبدالله حسان رب الأسرة المكونة من خمسة أفراد، إلى أنّ يعيش مع أسرته في كهف آخر وسط ظروف معيشية صعبة، لافتاً إلى أنّه لا يجد في معظم الأيام قوتاً لأطفاله الذين يعانون سوء التغذية وعدة أمراض تسبّبت فيها الأجواء المفتوحة والمياه غير النظيفة. ويروي عبدالله في أسى كيف فقد أم أطفاله بعد تعسر ولادتها في ذات الكهف الذي يعيش فيه ولم يستطع إسعافها لعدم توفر الإمكانات لنقلها لأقرب مستشفى لتتوفى تاركة له أربعة أطفال.

تسول

ويعمل سكان الكهوف خلال موسم الزراعة في جني المحاصيل، مقابل أجور زهيدة تسد بالكاد جوعهم، أو العمل على جمع الحطب من الجبال ومن ثم بيعها، فيما يلجأ الأطفال والنساء لممارسة التسوّل في المناطق القريبة، حينما ينتهي موسم العمل. وفضلاً عن المعاناة التي يعيشها الأطفال في الكهوف، فإنّهم محرومون أيضاً من الحق في التعليم، بسبب بعد المسافات عن المدارس، إلى جانب أنّ آباءهم لا يستطيعون توفير متطلبات التنقل والزي والكتب المدرسية ليبقى الأطفال بلا تعليم ودون حياة كريمة.

Email