زيارة سفراء الاتحاد الأوروبي إلى غزة.. إنسانية أم سياسية؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

في العام 2018 قامت إسرائيل بمنع وفد من الاتحاد الأوروبي من دخول قطاع غزة حيث جاء في زيارة تهدف للتعرف على الأوضاع الإنسانية الصعبة الناجمة عن الحصار، أما اليوم وفي خضم تأكد فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بدأت الأوضاع تتغيّر دولياً وبدأت السلطة الفلسطينية باتخاذ خطوات تمهيدية تجلت بإعلان الرئاسة الفلسطينية عن عودة العلاقات مع إسرائيل بعد انقطاع دام بضعة أشهر، إضافة إلى الاستعداد لانطلاق المفاوضات مع الإسرائيليين من القاهرة.

 كل هذه المتغيرات، كشفت عن نية سفراء الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله، زيارة غزة، للاطلاع على الحالة الإنسانية، وزيارة المستشفى الأوروبي المخصص لعلاج مصابي «كورونا». لكن هذه الزيارة، اعتبر مراقبون وسياسيون أن غطاءها إنساني لكن الهدف منها تهيئة حركة حماس التي تسيطر على غزة للمرحلة القادمة التي تتطلب استقرار الواقع الفلسطيني الصعب.

المحلل السياسي أحمد وادي توقع أن تحمل الزيارة مضامين سياسية على ضوء جملة من المتغيرات التي شهدها الملف الفلسطيني الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، والتحركات العربية والزيارات التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعمان والقاهرة، إضافة لإعادة العمل مع إسرائيل. يضاف إلى ذلك حديث اللجنة الرباعية الدولية عن استئناف العملية التفاوضية. ورجّح أن تكون الزيارة لجس النبض في سياق المحاولة للضغط على حركة حماس في إطار العملية السياسية، مع أنه مستبعد وبالغ الصعوبة تحقيق مثل هذا الهدف في ظل الأوضاع الراهنة.

من جهته أوضح الكاتب والمحلل السياسي سعيد المدهون أن جائحة كورونا في غزة لا تستحق زيارة بهذا الحجم تحت عنوان الاطلاع على الأوضاع الصحية، سيما وأن هناك مؤسسات دولية كمنظمة الصحة العالمية تستطيع توضيح الأمر للاتحاد الأوروبي وإطلاعه على أدق التفاصيل والنواقص التي تلزم القطاع الصحي المنهار في غزة. وأشار إلى أن الزيارة تحمل أبعاداً سياسية مرتبطة بالمتغيرات ما بعد الانتخابات الأمريكية.

وأكد المدهون أن كل الحراك السياسي الذي يقوم به الرئيس عباس للأردن أو مصر ومحاولة الاتصال بالدول العربية الأخرى بما فيها التي أقامت علاقات مع إسرائيل، إضافة إلى استعادته للعلاقة مع إسرائيل، كلها تأتي في إطار التحضير لحراك جديد على خط التسوية السياسية عندما يدخل بايدن البيت الأبيض.

وأشار إلى أن هذا الحراك يحتاج إلى واقع فلسطيني مختلف عن الواقع الراهن، واقع لا تكون فيه «حماس» عائقاً أمام ما هو قادم.

 

Email