مناورات «الإخوان» تفشل الحوار الليبي

فشلت الجولة الثانية من الحوار السياسي الافتراضي الليبي في التوصل إلى توافق على آلية انتخاب قادة المجلس الرئاسي والحكومة القادمين، فيما أكدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني وليامز، على أن الوضع في ليبيا لا يزال هشاً وخطيراً، ووصفت ليبيا بأنها تعاني من تدهور في مستويات المعيشة مقروناً بانعدام الخدمات والتدهور الاقتصادي وأزمة مصرفية حادة وانقسامات في المؤسسات السيادية والمالية.

وأبلغت وليامز، المشاركين، في ختام الجلسة الافتراضية الثانية، الليلة قبل الماضية، أن البعثة ستقدم حلاً عملياً من شأنه ضمان الشفافية والسرية من أجل الانتهاء من المناقشات حول آلية الترشح والاختيار للسلطة التنفيذية الموحدة.

لكن تقارير محلية قالت إن الخلاف لا يزال حاداً بخصوص آلية انتخاب كبار مسؤولي الجهاز التنفيذي، في إشارة إلى رئيس المجلس الرئاسي ونائبيه ورئيس حكومة الوحدة الوطنية ونائبيه، حيث أكد ممثلو إقليمي برقة (شرق) وفزان (جنوب) تمسكهم باعتماد خيار المجمع الانتخابي لكل منطقة، وهو ما يعني أن تتولى كل منطقة اختيار مرشحيها بحيث يكون رئيس الحكومة من منطقة ورئيس المجلس الرئاسي من منطقة أخرى ثم يتم التصويت داخل المجمع الانتخابي ويفوز المرشح الذي حصل على أكثر الأصوات.

خيار التصويت

بالمقابل، يتمسك ممثلو إقليم طرابلس (غرب) بخيار التصويت العام أو المجمع الانتخابي العام، وهو ما يعني ترشح أكثر من شخصية داخل المنطقة ثم يتمّ التصويت بشكل عام من قبل كل الأعضاء المشاركين في الحوار على الشخصية التي يرونها الأقدر لتوّلي المنصب. وأكدت مصادر مطلعة لـ«البيان» أن جماعة الإخوان، ومن ورائها تركيا وقطر، تسعى إلى الدفع برئيس المؤتمر الوطني العام الأسبق نوري بوسهمين، الذي يتزعم حاليا تيار «يا بلادي» للمنافسة على منصب رئيس الحكومة، مشيرة إلى أنه يحظى بدعم قوى التشدد الديني، وخاصة من قبل المفتي المعزول الصادق الغرياني المقيم حالياً في إسطنبول، والمصنف في قوائم الإرهاب، وذلك في محاولة للانقلاب على القوى الجهوية، وخاصة الممثلة لمدينة مصراتة والتي ترشح وزير الداخلية المفوض في حكومة الوفاق فتحي باشاغا للمنصب، بينما تتجه قوى تابعة لمدينة طرابلس إلى ترشيح رئيس المجلس الرئاسي الحالي فايز السراج للبقاء على رأس الحكومة.

كما أن قوى الإسلام السياسي تحاول، من خلال إصرارها على ترشيح أكثر من شخصية من كل إقليم، إلى اختراق صفوف الناخبين بترشيح شخصيات قريبة منها في شرق وجنوب البلاد لمحاولة قطع الطريق أمام التوافقات السابقة حول بعض الشخصيات، مثل رئيس البرلمان عقيلة صالح المرشح الموضوعي لمنصب رئيس المجلس الرئاسي، وكذلك لمحاولة التدخل في اختيار كل من نائبي رئيس الحكومة عن المنطقتين الشرقية والجنوبية، ونائب رئيس المجلس الرئاسي عن الجنوب.

تصويت رقمي

أكدت رئيسة بعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا ستيفاني وليامز أنها تأخذ في الاعتبار الشواغل والصعوبات التي أثارها المشاركون فيما يتعلق باستخدام وسائل التصويت الرقمي على آليات الترشيح والاختيار، وأكدت على ضرورة المضي قدماً وبشكل سريع في عملية الحوار.