الحوار الليبي في تونس ينطلق اليوم وسط تحديات حقيقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كما كان متوقعاً من قبل العديد من المراقبين للمشهد الليبي بدأت عملية تنفيذ الاتفاقات، التي أنجزتها الأطراف الليبية للحوار في أكثر من مسار، تواجه تحديات حقيقية عند دخولها حيز التنفيذ. وتمثلت المعوقات في رفض تشكيلات مسلحة، تشكل عصب عملية بركان الغضب العسكرية التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس، اتفاقات وتفاهمات اللجان العسكرية الليبية في جنيف وغدامس، التي استبشر بها الجميع في ليبيا خيراً، متوقعين أن تشكل عماد التوافقات الأخرى المنتظرة، في المسار السياسي. فيما يفتتح اليوم ملتقى الحوار السياسي الليبي بضاحية قمرت، شمالي العاصمة التونسية، وسترتكز أشغال الملتقى على أربعة أهداف رئيسة هي الوصول إلى انتخابات عامة وتجديد شرعية المؤسسات القائمة وإيجاد سلطة تنفيذية وحدة والتوافق على قاعدة دستورية وقانونية لإجراء الانتخابات.

مخاوف

وتحركت هذه الشكوك والمخاوف بعد أن أقدمت مجموعة مسلحة في مطار معيتيقة على اختطاف مسافرين على متن طائرة قادمة من شرق ليبيا، مطالبين بمبادلتهم بسجناء في بنغازي تتهمهم السلطات في المدينة بالانتماء إلى جماعات إرهابية كانت تقاتل ضد الجيش الوطني قبل سنوات.

في الأثناء، قالت رئيسة البعثة الأممية إلى ليبيا بالوكالة ستيفاني وليامز إن المخرجات الناتجة عن الحوار الليبي في تونس ستشمل الحاجة لوجود خارطة طريق محددة تقود الليبيين إلى الانتخابات على أساس دستوري لكي تحل أزمة الشرعية التي تؤثر على مؤسسات الدولة، مشددة على أن الانتخابات هدف أساسي وثابت للحوار السياسي الليبي، ومشيرة إلى أن هذه اللحظة مفصلية ومهمة في طريق ليبيا نحو مستقبل أكثر استقراراً، مبينة أن المشاركين لديهم فرصة مميزة لم تتوفر منذ 2014 ونافذة أمل لما يمكن إنجازه في هذا الحوار.

ولفتت وليامز إلى أن البعثة ليس لها أحقية في تخطي عمل لجنة الدستور أو تجاهل الدستور، مؤكدة أن الأمر سيكون محل نقاش من قبل المتحاورين، مضيفة أن البعثة لديها علاقة ثابتة ومهمة مع لجنة الدستور الليبية ومع الأعضاء أيضاً، وأن موضوع مسار العمل الدستوري مهم.

رسالة

ووجه سياسيون وحقوقيون ومثقفون ليبيون رسالة إلى رئيسة البعثة الأممية بالوكالة ستيفاني وليامز، أكدوا فيها أن «الليبيين يتطلعون إلى حل توافقي للأزمة الليبية يرتكز على الاحترام الصارم لسيادة ليبيا ووحدتها، ووقف الاقتتال وتجريمه بين الأشقاء، ومغادرة المرتزقة والمقاتلين الأجانب وأي قوات أجنبية الأراضي الليبية».

رحيل المرتزقة

قال وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان، أن الأوضاع في ليبيا تسير بشكل جيد، وخاصة عملية وقف إطلاق النار.وأكد «لودريان»، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، بقصر التحرير في القاهرة، أن القاهرة وباريس تتمسكان برحيل المرتزقة واحترام حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.

Email