ميليشيات طرابلس تختطف رئيس المؤسسة الليبية للإعلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيطرت عملية اختطاف رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو على المشهد العام في طرابلس، وأثبتت سيطرة الميليشيات على مفاصل السلطة بما يخدم أجندات أمراء الحرب ورعايتهم من قيادات الإسلام السياسي.

فعلى الساعة التاسعة من مساء أمس الثلاثاء، هاجمت عناصر من ميليشيا طرابلس التي يتزعمها أيوب أبوراس منزل بعيو في ضاحية السبعة وخطفته صحبة ابنيه عمر وأحمد ونقلتهم إلى مقرها في عين زارة، ثم نشرت صورة لرئيس المؤسسة الوطنية للإعلام وهو محتجز لديها، وقالت في بيان «إن ميليشيا طرابلس وكامل المنطقة الغربية والمنطقة الوسطى، يؤكدون أن المدعو محمد بعيو ليس رمزاً من رموز ثورتنا المباركة وليس ممن ضحوا بأنفسهم وليس له علاقة بنضالنا»، على حد تعبير البيان.

وأكد شهود عيان لـ«البيان» أن مركبات مسلحة بمضادات الطيران حاصرت اليوم مقر المؤسسة الليبية للإعلام في مبنى قناة ليبيا الوطنية في العاصمة الليبية طرابلس، وأن أغلب المؤسسات الإعلامية أصبحت خاضعة لسيطرة الميليشيات في انقلاب معلن عن قرارات رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج الصادرة في سبتمبر الماضي فيما يتعلق بتأسيس المؤسسة الليبية للإعلام وتعيين بعيو على رأسها، وهو ما أثار انتقادات واسعة من قبل القوى المرتبطة بالإسلام السياسي وقادة الميليشيات.

في الأثناء، نفى مكتب النائب العام وجود أي أمر قبض أو توقيف بحق محمد بعيو رئيس المؤسسة الليبية للإعلام التابع لحكومة الوفاق.

وعلمت «البيان» أن بعيو أصدر قبل ثلاثة أيام تعميماً لمختلف وسائل الإعلام التابعة لحكومة الوفاق بالتوقف عن بث كل ما يؤجج روح الحقد والكراهية، أو يرسخ ثقافة الانتقام والثأر ضمن البث العام، مع المعالجة الإعلامية الواعية للحروب والاعتداءات.

كما أمر بالكف عن التعرض للجيش والتوقف عن بث المواقف التحريضية، وهو ما أثار غضب الميليشيات.

وصباح الثلاثاء، اتصل آمر كتيبة ثوار طرابلس أيوب أبوراس بمحمد بعيو، ووجه له تهديدات صارمة، سرعان ما تم تسريب تسجيلها الصوتي عبر منصات التواصل الاجتماعي، وفي المساء تعرض رئيس المؤسسة الليبية للإعلام للاختطاف من منزله، فيما دعا قادة الإخوان وأمراء الحرب رئيس المجلس الرئاسي إلى التراجع عن تعيين بعيو على رأس الجهاز الإعلامي التابع لحكومة الوفاق.

وفي السياق، أعلنت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، أنها تتابع بقلق بالغ واقعة الاعتقال التعسفي التي تعرض لها بعيو من قبل ميليشيا طرابلس، حيث تم الهجوم على منزله واقتياده إلى أحد المقرات التابعة للميليشيا وإظهار صورة له وهو رهن الاعتقال القسري، في انتهاك فاضح وصارخ لحرية الصحافة والإعلام وحرية الرأي والتعبير، وفق بيان لها،داعية إلى إطلاق سراحه بشكل فوري دون أي قيد أو شرط، محملة ميليشيا طرابلس المسؤولية الجنائية والقانونية حيال سلامته وحياته.

ويرى المراقبون أن ما حصل لرئيس المؤسسة الليبية للإعلام يفضح حالة التصدع في سلطة الوفاق ورفض الميليشيات الانصياع لقرارات السراج وما ينتج عنها من توجهات إصلاحية تهميداً للحل السياسي، معتبرين أن اختطاف رئيس المؤسسة دون قرار سياسي أو إداري أو إذن قضائي يعتبر تمرداً على السلطتين التنفيذية والقضائية.

Email