قصة خبرية

الفقر و«كورونا» ينهشان عائلة فلسطينية في غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل يُصدّق أن البشرية صارت في العام 2020 وهناك أسرة في دير البلح وسط قطاع غزة حلمها الوحيد أن تحظى بحمام داخل المنزل يليق بالإنسان لقضاء حاجته، وأن يتم ترميم المنزل، الذي تعيش فيها الأسرة منذ ثلاث سنوات بدون أي مقومات إضافة إلى وجود القوارض، التي ترافق الأسرة حتى في مأكلها.

عائلة الشاب أبو صبحي طواحينة تعيش مأساة حقيقية، ويرافقها ألم منذ سنوات عدة، بعدما انتقلوا من العيش في بيت الأسرة الكبير، إلى منزل صغير على السطح، مغطى بألواح الصفيح، الذي يحول البيت إلى فرن دافئ في الصيف، وثلاجة في فصل الشتاء.

أبو صبحي شاب لم يتجاوز الـ 32 من عمره، حاول البحث عن عمل أكثر من مرة ولم يحظَ بهذه الفرصة، فقرر افتتاح بسطة قرطاسية أمام مدرسة طلاب ابتدائية قرب منزله وسط دير البلح، فاستدان القليل من الأموال ليشق طريقه، محاولاً أن يعيش حياته بأمان، ويؤمن قوت يوم طفليه وزوجته، لكن فيروس «كورونا» أعاده إلى المربع الأول، وتكدست القرطاسية في بيته حتى وصلت إلى مرحلة التلف، وتراكمت عليه الديون للتجار.

في منزل على السطوح جلس أبو صبحي برفقة زوجته، وطفليه اللذين لم يتخطيا الأعوام الثلاثة، يحاولان إخفاء دموعهما على حياتهما، التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، فالجدران بلا نوافذ، وقطع القماش تغطيها لتستر البيت عن الجيران، ولا توجد أبواب داخل المنزل.

أما المطبخ الذي يطل على صالة البيت الصغير، فهو عبارة عن كومة من الرمال، التي تحاول تغطية بعض أسلاك الكهرباء وإمدادات المياه الرئيسية،   خرجت الشابة أم صبحي عن صمتها، وقامت لتأخذنا في جولة داخل مطبخها، وقالت « نعيش في هذا المكان منذ ثلاث سنوات بدون أي تقدم في حياتنا، ولا يوجد أدنى مقومات الحياة، ومطبخي على الرمل، وأطفالي يتناولون الرمال في بعض الأوقات، ما تسبب لهم بأمراض ».

وبعدما قامت بمسح دموعها، واستجمعت قواها بعدما انهارت من البكاء، قالت إن زوجها بلا عمل، وتراكمت عليهم الديون، وكل ما يتوفر لهم من مساعدات يتم سداد الديون فيها بدون أي تطوير في المنزل، خصوصاً مع قدوم فصل الشتاء.

 وتضيف: «أصبحت أمنيتي فقط أن انعم بحمام ومطبخ يليق بأسرتي كباقي الأسر، فالقوارض تشاركنا الحياة، ومطبخي لا يوجد فيه ما يخص المطبخ إلا اسمه فقط».

 

Email