محللون لـ« البيان »: الرئيس التركي ينتحر سياسياً

الحزم العربي ضد الإرهاب يعمّق هزائم أردوغان

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يواصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تصريحاته الكاشفة عن حجم العداوة التي يكنها للدول العربية وتحديداً الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في مواجهة الصلف والمجون ومكائد معسكر الشر والتطرف، وتحدث محللون لـ«البيان» عن التخبط الواضح في السياسة التركية، والذي ينعكس على تصريحات المسؤولين الأتراك إزاء العلاقة مع دول المنطقة والموقف من القضايا المثارة بعد أن عزل أردوغان تركيا عن محيطها الإقليمي، وعرّضها لمزيدٍ من الخسائر والضغوط، ووضعها في مصاف الدول «المشبوهة سيئة السمعة».

وقد ظنَّ أردوغان - بينما هو غارق في معسكر الإرهاب والتطرف - أنه من خلال الهجوم على الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في المنطقة، أنه بذلك سيتمكن من تشتيت الأنظار عن سلوكياته في المنطقة والتغطية عليها، وأنه بذلك سينجو بسياساته ويجد لنفسه موطئ قدم يدعم مشروعه السرابي، كفرصة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه استكمالاً لإصراره على المضي قدماً في مجونه وتهوره واستفزازاته وعجرفته، لكنّ النتيجة مخالفة تماماً لآماله، فالدول العربية التي تضع في أولوياتها المن القومي العربي تقوى يوماً بعد يوم، وتتوالى الضربات لمحور الإرهاب والتطرف.

تركيا المأزومة

محللون مصريون وصفوا تصريحات أردوغان الأخيرة بأنها تصريحات للاستهلاك المحلي، يسعى من خلالها إلى التغطية على خسائره والموقف الحرج الذي تقف فيه تركيا الآن في جميع القضايا والملفات المتداخلة فيها، حتى صارت معزولة تماماً عن محيطها. تجسد تلك التصريحات طموحات العثماني المتعجرف ومشروعه الذي ما فتئ يحاول تصديره للشعب التركي لنيل الولاء وضمان تماسك الجبهة الداخلية، التي تكتوي بنيران سياساته المضطربة.

تتعامل تركيا بمبدأ أنه «ليس لديها ما تخسره بعد حجم الخسائر التي منيت بها طيلة الفترات الماضية، ويبدو الرئيس التركي كمن يقتات من الهجوم على الدول العربية المناهضة للتدخلات الخارجية في المنطقة، ليضمن بقاء دعمه اقتصادياً من جهات أخرى تقف في صف دعم الإرهاب». وهذا ما يؤكده أستاذ العلوم الاستراتيجية رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالقوات المسلحة المصرية، اللواء نصر سالم، في تصريحات خاصة لـ«البيان» من العاصمة المصرية.

خسارة كل شيء

وقال إن «أردوغان يتعامل على أساس أنه لن يخسر أكثر مما خسره بالفعل في المنطقة، وبالتالي يصعد من لهجته العدائية ضد دول الإمارات والسعودية والبحرين ومصر أيضاً، غير آبه بخسارته لتلك الدول وتداعيات عدائه معها، لأنه الآن يراهن على المحور الداعم للإرهاب، وبالتالي يُصدر تلك التصريحات تأكيداً للولاء لذلك المحور الذي يساند تركيا اقتصادياً، وأملاً بجني مكاسب خاصة لحماية وضعه الاقتصادي».

وتابع: أردوغان يخسر الجميع، وتضع سياسته تركيا في معزلٍ عن محيطها.. تركيا الآن في موقف سيئ مع روسيا، ومع الاتحاد الأوروبي، ومع الدول العربية، ولا يساندها أحد سوى قطر، التي تمولها وتدعمها، وفايز السراج في ليبيا، وقد أصيب أردوغان بخيبة أمل مع استقالة السراج.

ولفت الخبير الاستراتيجي المصري، إلى التخبط الواضح في السياسة التركية، والذي ينعكس على تصريحات المسؤولين الأتراك إزاء العلاقة مع دول المنطقة والموقف من القضايا المثارة.

الاستهلاك المحلي

وينظر محللون إلى تلك التصريحات التركية الاستفزازية أنها محاولة يائسة من الرئيس التركي للاستهلاك المحلي والتغطية على خسائره والضربات القاصمة التي تلقاها في ظل موقفه المحرج أمام المجتمع الدولي كداعم للفوضى والجماعات المسلحة والإرهابية وحالة عدم الاستقرار في المنطقة، ومن ثمَّ يسعى إلى محاولة التغطية على ذلك الوضع بمثل تلك التصريحات.

هذا ما أشار إليه رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، اللواء كمال عامر، والذي قال في تصريحات خاصة لـ«البيان» من العاصمة المصرية، عبر الهاتف، إن «مثل تلك التصريحات هي للاستهلاك المحلي، وليس لها أي ثقل أو أهمية للرد عليها».

عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، الباحث في العلاقات الدولية، أحمد العناني، يقول إن الدول العربية المناهضة للتدخلات الخارجية تقوى يوماً تلو آخر تناهض المجون التركي ودعم أنقرة للإرهاب، ومن ثمّ تأتي التصريحات التركيّة كمكايدة سياسية تعبيراً عن حجم الضغوط التي تتعرض لها أنقرة وسياساتها الداعمة للإرهاب في المنطقة. وفي هذا الصدد أفاد العناني - في تصريحات خاصة لـ«البيان» من القاهرة بأن «هذه السياسة المعتدلة التي تنتهجها الدول العربية كشفت بشكل مباشر السياسة الخاطئة لأردوغان وفضحت رعايته للإرهاب والتطرف وسعيه لزعزعة استقرار المنطقة من خلال المحاور التي يعتمد عليها، والتي تضم تنظيم الإخوان والجماعات الإرهابية».

أردوغان المتورط في ليبيا وفي سوريا، وأخيراص الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، والذي فتح صراعات مع محيطه الإقليمي، متحولاً من سياسة (صفر مشكلات) إلى (100% مشكلات)، كان يظن أن بمقدوره مواصلة أطماعه وسياساته في المنطقة دونما رادع، لكنّه اصطدم بموقف قوي من معظم الدول العربية ودول أوروبية ترفض مخططاته التي تزعزع استقرار المنطقة.

Email