قصة خبرية

مدرسة الخيمة.. الحل الوحيد لأبناء مخيمات الشمال السوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس أمام لينا مسعود، ابنة ريف حمص، النازحة إلى ريف إدلب الشمالي، إلا خيار التهرب من ملل الخيمة إلى خيمة الدراسة، وهي تعلم أن قدر الخيمة يلاحقها أينما ذهبت، في صباح كل يوم، تجمع لينا بنات الجيران في المخيم، للذهاب إلى خيمة قريبة من مخيمها في أطمة، حيث المقاعد البسيطة، والخيمة التقليدية، إلا هذه هي الوسيلة الوحيدة لإكمال دراستها، التي تحلم بها بشكل دائم.

لا زي موحد، ولا نظام ولا تقاليد مدرسية، فقط تدخل لينا مع بعض من بنات الجيران إلى خيمة تحتوي على مقاعد دراسية مهترئة، وأخرى تمكنت بعض الجمعيات من جلبها إلى المخيم، من أجل إكمال العام الدراسي، ومع ذلك، تشعر لينا بالفرح والسرور، وهي تحمل في حقيبتها كتباً مدرسية.

وعلى الرغم من الخوف المتنامي من تفشي فيروس «كورونا»، إلا أن عائلة لينا مصممة على أن تكمل هذه الفتاة دراستها، وهم يقولون إن العلم، الحل الوحيد لهم في ظل حياة المخيمات البائسة، فهم لا يريدون أن تعيش ابنتهم أمية ومن دون تعليم، لذا، فإن «كورونا» لم يعد الهاجس لديهم، بل القلق على مستقبل أجيالهم التي فقدت التعليم على مدار السنوات الماضية، على أمل العودة إلى المنزل، الذي ما زال بعيد المنال لعائلة لينا، وغيرها من العائلات.

الإجراءات الاحترازية أقل من عادية في المخيمات، ومن أجل القيام بما يجب القيام به، حفاظاً على الأطفال وعائلاتهم من الإصابة بالوباء كوفيد 19، جرى تقسيم التعامل مع الحضور الطلابي وفق خيارين، الأول، أن يقسم الطلاب في الصف الدراسي الواحد إلى زمرتين، بتوزيع صباحي ومسائي، أما الخيار الثاني، تقسيم الحضور من قبل التلاميذ إلى نظام زمرتين، كل زمرة تحضر لثلاثة أيام.

الطاقم الدراسي يعمل بحذر وخوف، بين مسؤوليتين، الأولى تعليمية، من أجل تقديم أفضل وسائل التعليم، رغم الإمكانات المتواضعة، بالإضافة إلى المسؤولية الطبية، منعاً لإصابة أي من التلاميذ وهم على مقاعد الدراسة.

ويقول الأستاذ مالك العليان، في أحد مخيمات التعليم، نحن في معركة في هذا العام الدراسي، بسبب انتشار الفيروس بشكل واسع، إضافة إلى رغبة الأهالي، ورغم الطاقم التدريسي في إنجاز مهمة التعليم، وعدم حرمان الأطفال من حقهم التعليمي.

Email