لبنان بعد «قنبلة» ماكرون.. عين على عودة الحريري لإنقاذ البلاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ضوء «مضبطة» الاتهام التي سطّرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحقّ الطبقة الحاكمة في لبنان، بفعْل اعتذار مصطفى أديب عن التكليف، اتجهت الأنظار مجدّداً إلى إعادة طرْح اسم رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، كنقطة توافق، كما إلى التوقيت الفرنسي الجديد، المرتبط بعمليّة تأليف الحكومة الجديدة، في مهلة لا تتعدّى الـ 6 أسابيع، وذلك على وقْع تحضير ماكرون لمؤتمرين دوليّين لدعم لبنان، في 20 من أكتوبر، ومطلع نوفمبر المقبلين.

وكشفت مصادر لبنانية، أنه تمت إعادة طرح اسم رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، كنقطة توافق، كما أن ماكرون قام بتعديلات على فريقه المكلف بالملف البناني، في وقت أكد الحرير في وقت سابق، أنه غير مرشح لمنصب رئيس الوزراء لتشكيل الحكومة الجديدة.

وقال عبر مكتبه الإعلامي: «عطفاً على ما يتم تداوله إعلامياً، يؤكد المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، أنه غير مرشح لتولي تشكيل الحكومة الجديدة، إلا أنه يبقى على موقفه الداعم لمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمسهّل لكل ما من شأنه إنجاحها، بصفتها الفرصة الوحيدة والأخيرة لوقف انهيار لبنان»، لكن مصادر أكدت أن الحريري سيقبل ولو مضطرا من بوابة إنقاذ لبنان من الانهيار.

وكان الرئيس الفرنسي، أطلّ عن بُعد، أوّل من أمس، ليصبّ جام غضبه على الطبقة السياسيّة اللبنانيّة، فوصفها بأنّها تلعب «لعبة الموت والفساد»، إذ «خانت تعهّداتها»، و«اختارت ترْك لبنان في أيدي اللعبة الخارجيّة». ومن دون أن يستثني أيّ طرف رئاسي أو سياسي، من جرْدة الحساب التي خلص إليها، اختار ماكرون أن يخصّ «حزب الله»، برسالة تحذيريّة، من مغبّة استمراره بسياسة ترهيب اللبنانيين، إذ توجّه إليه بالقول: «حان الوقت أن تختار، لا يمكنك أن ترهب الآخرين بقوّة السلاح، وتقول إنّك طرف سياسي»، مبدياً اعتقاده بأنّ «حزب الله»، لا يستطيع أن يكون «جيشاً في حرب ضدّ إسرائيل، وميليشيا في سوريا، وحزباً محترماً في لبنان». وبالتالي، وضع الرئيس الفرنسي «حزب الله»، أمام خيار من اثنين: إمّا استمرار التصعيد، وبالتالي، المزيد من الضغوط، ، وإمّا تقديم التنازلات المطلوبة لتشكيل حكومة، وفق مندرجات المبادرة الفرنسيّة.

وفي الانتظار، تجدر الإشارة إلى أنّ مواقف الرئيس الفرنسي، أضفت مزيداً ‏من التوهّج على الوضع اللبناني الناشئ، غداة اعتذار مصطفى أديب، بحيث بدا لبنان منزلقاً ‏نحو مرحلة بلا أفق، يتحكّم بها الغموض، في ظلّ المخاوف الكبيرة ‏من التداعيات التي سيواجهها لبنان، في ظلّ أزمة مفتوحة، قد يكون من الصعوبة الكبيرة، ‏التمكّن من بلورة توافق سياسي جديد على الرئيس المكلّف المقبل لتشكيل الحكومة، بعد ‏الانقسامات المتعاظمة التي تركتها إطاحة « حزب الله وحركة أمل» بتجربة أديب، والتسبّب ‏بضربة موجعة للمبادرة الفرنسيّة.

اعتبارات وتعقيدات

ومن بوّابة مواقف ماكرون، التي يُنتظر أن تنعكس على حركة المشاورات السياسيّة، تحضيراً ‏للاستشارات النيابيّة الملزِمة، التي سيدعو رئيس الجمهورية إليها، ‏لتكليف رئيس جديد لتأليف الحكومة،‏وقال محللون أنّ خطوة اعتذار أديب، وخلافاً لكلّ السيناريوهات السلبيّة المتداولة بسببها، يمكن أن تشكّل دفعاً للمبادرة الفرنسيّة المستمرّة، والتي أعلنت كلّ ‏القوى التمسّك بها، والالتزام بروحيّتها، في ظلّ غياب أيّ أفق آخر.

Email