المعاهدة زخم أكبر للمبادرة العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تتعارض معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية مع روح ونصوص وأهداف «مبادرة السلام العربية» التي أقرتها قمة بيروت عام 2002، بل على العكس فإن معاهدة السلام الإماراتية تبنى على «المبادرة العربية» وتعطيها مزيداً من الزخم والاهتمام والقوة وتمدّها بمزيد من الأدوات والآليات الجديدة والمبدعة، فالهدف من «مبادرة السلام العربية» هو قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ذات الهدف الذي تعمل عليه معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية.

ومنذ البيان الثلاثي الإماراتي الإسرائيلي الأمريكي في 13 أغسطس الماضي، وهناك تأكيدات رسمية في مناسبات وأحاديث كثيرة أن «المبادرة العربية» هي ركن أساسي في التحركات الإماراتية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، فمعاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية هي «الداعم الأكبر» منذ 18 عاماً للمبادرة العربية. لماذا؟ لأن ضم إسرائيل 35% من أجود أراضي الضفة الغربية في الأغوار وشمالي البحر البيت كان له معنى واحد وهو انتهاء «حل الدولتين»، وإذا ضاعت فرصة قيام دولة فلسطينية ستكون «المبادرة العربية» قد انتهت وتحولت لفرصة ضائعة جديدة، ولكن نجاح القيادة الإماراتية والتفاوض لوقف قرار الضم هو أعظم مكسب للمبادرة العربية، بل إن معاهدة السلام الإماراتية والنجاح في وقف الضم هو قبلة الحياة للمبادرة العربية.

عملياً يقول قرار وقف الضم إن إسرائيل مستعدة «أول مرة في تاريخها» للحديث عن حدود دولية، فقبل وبعد قيام إسرائيل لا يعرف أحد حدودها الدولية. كما استخلصت الإمارات حقاً راود مسلمي العالم منذ 70 عاماً، وهو زيارة المسلمين للمسجد الأقصى، فاليوم يستطيع أي عربي أو مسلم زيارة الأماكن المقدسة في القدس بسهولة كاملة، وهذا هدف كبير جداً لم تستطع الدول العربية بشكل جماعي أو فردي تحقيقه.

Email