قصة خبرية

طيبة ناجي.. جرح يمني نازف

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط بيت من القش يقيها وأسرتها من حرارة الشمس الشديدة تجلس طيبة وهي في العقد السابع من العمر تحمل آثار جروحها بعد أن نجت وأسرتها من قذيفة اطلقها الحوثيون على المنزل الذي يعيشون فيه في جنوب الحديدة، في قصتها تفصيل جرح يمني ينزف منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية وتفجر القتال.

في مديرية الدريهمي الواقعة جنوب مدينة الحديدة كان الناس يعيشون في أمان يزرعون ويحصدون، ويأملون بغد افضل، قبل أن تصل جحافل الميليشيا المقبلة من كهوف صعدة لتحرق الأرض ومن عليها، تاركة آثار إصابات جلية على ذراع طيّبة مبروك ناجي،وتحتها عظام مهشمة يغطيها جلد منهك؛ ورحلة نزوح لم تتوقف، حتى اليوم حيث تواصل هذه الميليشيا استهداف المزارع والتجمعات السكنية بدون توقف.

بؤس

في منطقة الطائف القريبة تعيش طيبة وأسرتها حياة التشرد والبؤس مع أهلها، ترسم معاناة مكتملة الفصول لحياة ملايين اليمنيين الذين شردتهم ميليشيا الحوثي من ديارهم ويفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة. المرأة التي رسمت السنين آثاراً واضحة على وجهها تجلس وإلى جوارها ابنة أختها التي تشرح هول الفاجعة التي أصابت الأسرة وتقول:«بينما كنا جالسين في المنزل سقطت قذيفة حوثية فوق سقف إحدى غرف المنزل، ثم تطايرت الشظايا في كل المكان، وأصيبت خالتي بجرح غائر في ذراعها، فخرج العظم من كتلة اللحم، لدرجة أننا جميعا تلطخنا بدماء جرحها»، وتضيف:«كان الجرح عميقًا، فلو وضعنا كأسًا مكان الجرح لاتسع الجرح له.

فشظايا قذيفة الهاون الحوثية لم تصب خالتها فحسب، بل أصابت ايضا ابنتها أنيسة بجروح بليغة للغاية، واستوطنت الشظايا جسدها، ولم تترك مكانًا سليمًا في جسدها لم تصل إليه الشظايا». وتابعت قائلة:«كنت في الغرفة، مع ابنتي الرضيعة ذات الثلاثة أيام، وابن حماتي الصغير، لقد كتب الله لنا عمرًا جديدًا؛ إذ إننا لم نصب بأذى، كما أصيب الآخرون، وبعد ما غادرنا الغرفة بثوان قليلة سقط سقف الغرفة بسبب القذيفة الحوثية». وتضيف:«غادرنا المنزل وبالثياب التي نرتديها في المنزل وجاء رجل، وأدخلنا إلى أحد البيوت، قبل أن نغادر إلى منطقة الطائف حيث نعيش اليوم».

معاناة

وبتوسل المضطر تقول لماذا فعل الحوثيون بنا كل هذا: «ندعو الله كما سترنا عندما تشردنا من منزلنا، أن يعيدنا إلى بلادنا سالمين، وندعوه أن ينتقم لنا ممن شردونا وأذاقونا ويلات العذاب» قصة طيبة جزء بسيط من سفر معاناة متعددة ومتنوعة يعيشها عشرات الآلاف من سكان محافظة الحديدة الذين شردتهم الميليشيا تاركين منازلهم وممتلكاتهم ومزارعهم ليعيشوا اليوم على المساعدات التي تقدمها المنظمات الإغاثية.

Email