حكومة لبنان تتريث والتأليف «معلّق» وعقوبات أمريكية جديدة على حزب الله

اللبنانيون مصرون على رحيل الطبقة الحاكمة الفاسدة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

فرضت الولايات المتحدة، أمس، عقوبات على شركتين مقرهما لبنان، وشخص واحد قالت إنه مرتبط بحزب الله اللبناني المتهم من اللبنانيين بتعطيل الحياة السياسية في لبنان، وسط الإجماع، داخلياً وخارجياً، على كوْن المبادرة الفرنسيّة، هي آخر فرصة للبنان.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان نشر على موقعها على الإنترنت، إن العقوبات شملت شركتي «آرتش» و«معمار» ومقرها لبنان، لكونهما مملوكتين أو خاضعتين لسيطرة أو توجيه حزب الله. وشملت العقوبات أيضاً اللبناني سلطان خليفة أسعد، وهو مسؤول في المجلس التنفيذي لحزب الله ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشركتين وفقاً للخزانة الأمريكية.

وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في البيان: «عبر استغلال حزب الله للاقتصاد اللبناني والتلاعب بمسؤولين لبنانيين فاسدين يتم منح شركات مرتبطة بالمنظمة الإرهابية عقودا حكومية». وأضاف أن «الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة باستهداف حزب الله وأنصاره لأنهم يستغلون الموارد اللبنانية بشكل فاسد لإثراء قادتهم في حين يعاني الشعب اللبناني من عدم كفاية الخدمات».

غياب شفافية

واتهم وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، القادة السياسيين اللبنانيين باستغلال غياب الشفافية في الاقتصاد اللبناني لإخفاء ثرائهم الذاتي، بينما يتظاهرون بأنهم يدافعون عن حقوق شعبهم. وقال إنه على الرغم من ادعاءاتها عكس ذلك، فإن حزب الله متورط في هذا الخداع مثل الجهات الفاعلة الأخرى.

وتعاون حزب الله مع الوزير اللبناني السابق يوسف فينيانوس لضمان فوز «آرتش» و«معمار» بعقود حكومية لبنانية بقيمة ملايين الدولارات، وأرسلت الشركتان جزءاً من هذه الأموال إلى المجلس التنفيذي لحزب الله. وكانت واشنطن فرضت في الثامن من هذا الشهر عقوبات على وزيرين لبنانيين سابقين هما، علي حسن خليل، ويوسف فنيانوس، لتعاونهما مع حزب الله وضلوعهما في عمليات فساد.

مرحلة حاسمة

ويعيش اللبنانيون مرحلة حاسمة، حيث أعلن مصطفى أديب، المكلف بتشكيل الحكومة تريثه في تشكيل الحكومة، بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون. وقال من بعبدا: «لقدت استعرضت مع الرئيس عون، الصعوبات التي تعترضنا لتشكيل الحكومة، واتفقنا على التريث قليلاً، لإعطاء مزيد من الوقت للمشاورات».

وأعرب عون عن أمله في أن يستمر أديب بـ «الاتصالات اللازمة في أسرع وقت ممكن، لأن الظروف الراهنة، تستوجب عملاً إنقاذياً سريعاً». وأكد عون، التمسك بالمبادرة الفرنسية بكل حيثياتها، والتي كانت قد حظيت بتوافق القيادات السياسية.

وهناك إصرار من الجانب الفرنسي على تحقيق اختراق جدّي في مسار عملية التشكيل، العالقة بمطالبة الثنائي بوزارة المال، مقابل رفض معظم الأطراف السياسيّة الأخرى هذا الاستثناء، الذي يطيح اعتماد مبدأ المداورة في توزيع الحقائب الوزاريّة، ويفتح الباب لمطالبة بقية الأطراف بوزارات أخرى، ما يؤدّي حتماً إلى ولادة حكومة محاصصة مستنسخة عن الحكومات السابقة.

سيناريو مرتقب

وبناءً عليه، فإنّ ساعات قليلة تفصل التأليف الحكومي عن سيناريو من اثنين: اعتذار الرئيس المكلّف عن تأليف الحكومة، أو أن يقدّم لرئيس الجمهورية تشكيلة حكوميّة متوازنة، تأخذ في عين الاعتبار، مبدأ المداورة، وزراؤها غير محسوبين على أيّ طرف من الأطراف، وتراعي شيئاً من مطالب الثنائي «أمل» و«حزب الله».

Email