«كورونا» يصيب القطاع السياحي بغزة في مقتل

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدا المشهد على شاطئ غزة خالياً من المصطافين، فالكراسي داخل المنتجعات التي أنشئت حديثاً على شاطئ القطاع خالية، وتفتقد روادها، بعد إعلان حالة الطوارئ، ليصيب فيروس «كورونا» القطاع السياحي في مقتل، وخاصة أن هناك العديد من المشاريع لم يمر على افتتاحها أكثر من شهر تقريباً. هذه المشاريع أنشئت بعد قرار رئيس بلدية غزة د. يحيى السراج تطوير الواجهة البحرية لقطاع غزة، وتنظيم العمل في المنشآت والمنتجعات على شاطئ البحر، ما دفع الكثير من المستثمرين إلى بناء منتجعات جديدة لسكان قطاع غزة، ولكن «كورونا» أصابهم في مقتل في أن يتمكنوا من سداد ديونهم.

انقلاب الحال
لم يمتلك المسن أبو ياسر الفصيح صاحب منتجع مالديف غزة الآن إلا الجلوس داخل المنتجع كل صباح يتأمل المكان الذي ضخ فيه كل أمواله للاستثمار فيه، وكيف كان يعج بالمواطنين قبل أقل من شهر، وكيف انقلب الحال وأصبح خالياً، باستثناء بعض الصحافيين الذين زاروا المكان لإعداد تقرير صحافي عن خسائره. ويقول الفصيح، إن فكرة منتجع مالديف غزة كانت عبارة عن حلم، وتم تطبيقها والعمل فيها منذ شهر فبراير 2019، تخطى فيها صعوبات كثيرة واجهته، وكان الحلم أن يكون المنتجع كاملاً داخل البحر، ولكن صعوبة مياه البحر الأبيض المتوسط، دفعتهم لإنشاء نصف المنتجع داخل البحر ونصفه الآخر على اليابسة.

وبين أن الفكرة كانت أن يكون المنتجع مثل منتجعات جزر المالديف، ولكن على طريقة أهل غزة، فالتصميم داخل المنتجع يسر القلوب، استغرق العمل فيه ما يقارب من سبعة شهور، وأقبل كافة سكان غزة على المكان ما يقارب 25 يوماً لزيارته والتقاط الصور فيه، والتنعم بهذا المكان الجميل، ولكن «كورونا» حكم بإغلاق المكان بعد انتشار الفيروس في غزة، كما الحال نفسه على كافة المنتجعات في القطاع. وأضاف خلال حديثه لـ«البيان»: «كلفنا إنشاء هذا المكان ما يقارب من نصف مليون دولار، ونحن فيه ثلاثة شركاء جميعنا من البسطاء، وتراكمت علينا ديون كثيرة، ولكن جائحة كورونا قلبت الموازين، وخربت المخطط الذي توقعناه، على أساس أن نعتاش من المشروع ونسدد ديوننا».

عصب الاقتصاد
من جهته، قال معين أبو الخير عضو مجلس إدارة هيئة المطاعم والفنادق السياحية، إن «كورونا» لم تكن أول النكبات على القطاع السياحي في غزة.وأوضح لـ«البيان»، أن جائحة كورونا، جاءت لتضيف نكبة جديدة على القطاع السياحي، وساهمت في تدميره بشكل كامل، ما أدى إلى إغلاق 500 منشأة سياحية وتسريح 7000 عامل إلى بيوتهم، لتعمق أزماتهم بأزمة إضافية، حيث بلغ حجم الخسائر على أصحاب المنتجعات والمطاعم ما يقارب من 90 مليون دولار على مدار ستة الأشهر الأخيرة.

Email