تقارير « البيان»

السودانيون.. مصائبهم لا تأتي فرادى

ت + ت - الحجم الطبيعي

لأن المصائب لا تأتي فرادى، كما يقال، فقد هبط على السودانيين بالتزامن.. وباء كورونا، وأزمة اقتصادية خانقة، وفيضانات النيل التي جاءت لتزيد من البؤس والمعاناة، وتضيف مزيداً من الضحايا قتلى ومشرّدين ومصابين. فعدد قتلى الفيضانات ارتفع إلى 106، وعدد المنازل التي انهارت بالكامل نتيجة لذلك ارتفع إلى حوالي 28250 منزلاً، فيما لحقت أضرار جزئية بقرابة 44 ألف منزل، إضافة لغرق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة التي كانت تزوّد البلاد باحتياجاتها من الخضر والفواكه.

ووفقاً لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين يوجد ما يقدر بنحو 125 ألف لاجئ ونازح داخلياً، تضرروا من الفيضانات، فضلاً عن تعرّض المنازل والمباني المجتمعية لأضرار بالغة، وبالتالي وجود حاجة ماسة إلى المأوى.

ويعيش الآلاف من سكان ولاية نهر النيل أوضاعاً مأساوية بعد أن فقدوا المأوى، وتقطّعت بهم السبل جراء الفيضانات غير المسبوقة التي اجتاحت مناطقهم، وشرّدت أكثر من 3 آلاف أسرة، وقطعت الطريق الرئيسي الرابط بين الولاية ومدينة بورتسودان الميناء الرئيسي الذي تعبر منه إمدادات السلع الأساسية، ما أدى إلى صعوبات كبيرة في الحصول على السلع الأساسية وبخاصة الخبز،. وما ينعش آمال السودانيين أن منسوب النيل في اليومين الأخيرين يواصل انخفاضه، وفق وزارة الري السودانية، بعد أن كان ارتفع في ذروة الفيضانات إلى 17.62 متراً، وهو مستوى غير مسبوق خلال قرن.

نقطة الصفر

مياه الفيضان لم ترأف بحال أحد يسكن في منطقة مكشوفة على مقربة من النيل. وتنقل صحيفة «المصري اليوم» المصرية عن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن نحو 125 ألف لاجئ ونازح داخلياً، تضرروا من الفيضانات في السودان، فضلاً عن تعرض المنازل والمباني لأضرار بالغة وبالتالي وجود حاجة ماسة إلى المأوى. كما قالت المنظمة إن بعض السودانيين فقدوا كل ممتلكاتهم ليواجهوا احتمال البدء من نقطة الصفر، فضلاً عن مواجهة خطر انتشار «كورونا» وفيروسات وأمراض أخرى. وبالنسبة لمنطقة دارفور ثمّة 35 ألفاً من النازحين والسكان المحليين واللاجئين بحاجة للمساعدة. وفي منطقة اللاماب، تم بناء مخيمات مؤقتة من أجل إيواء الأسر المتضررة من الفيضان. وشهد السودان كارثة فيضان تجاوزت الأرقام القياسية التي رصدت خلال العامين 1946 و1988 اللذين شهدا أسوأ فيضانات. وفى وقت سابق أعلنت السلطات السودانية، حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر، فضلاً عن اعتبار السودان «منطقة كوارث طبيعية»، وتشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار الخريف الصعب على السودانيين.

Email