وفد روسي في سوريا .. دعم أم ضغوط؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

فجّرت زيارة الوفد الروسي إلى دمشق تساؤلات كثيرة، لاسيما أنّ طابعها غير المسبوق من حيث التوقيت والوزن الثقيل لأعضاء الوفد، جعلها «حمالة أوجه» لدى مختلف مراقبي الشأن السوري، إلّا أنّ المؤتمر الصحافي الثلاثي الذي ضم نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، رسم المعالم الأبرز لأهداف وأبعاد الزيارة، التي تمحورت حول استمرار خطة إعادة الإعمار، وتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، لا سيما على ضوء وقوع أغلبية المناطق السورية الغنية بالغاز والنفط خارج سيطرة الحكومة، ما يحرم الاقتصاد السوري من أهم مصادر الإيرادات.

ويقول الدبلوماسي الروسي السابق، والخبير المعروف في ملفات الشرق الأوسط، فياتشيسلاف ماتوزوف، في تصريحات لـ «البيان»: إنّ زيارة الوفد الروسي تأتي في وقت دخلت فيه الحرب على الإرهاب مرحلة حاسمة قد يؤدي فيها انهيار الجماعات المسلحة لوقوع صدام مباشر مع القوى الداعمة لها، وبالدرجة الأولى تركيا. ونفى الدبلوماسي السابق، ما تناولته بعض وسائل الإعلام من «رسائل ضغط» حملها الوفد الروسي إلى دمشق، مؤكداً أنّ العلاقة بين البلدين علاقة تحالف استراتيجية تجري عبر التنسيق على أعلى المستويات.

«مؤشرات إيجابية»

ولفت ماتوزوف، إلى وجود «مؤشرات إيجابية» لدى بعض ممثلي المعارضة السورية تجاه مبدأ وآلية الحل السياسي للأزمة، وجدت انعكاسها في إشادة وزير الخارجية، سيرغي لافروف، بنتائج الاجتماع الثالث للجنة الدستورية في جنيف، الأمر الذي يريد الكرملين استثماره لتسريع الحل ووضع حد للحرب في سوريا وإنهاء ملفي اللاجئين والنازحين، الأمر الذي سيكون «حجر الزاوية» في المباحثات مع المسؤولين السوريين. وأضاف ماتوزوف، أنّ موسكو تعطي أهمية للجنة الدستورية كطريق للحل السياسي، وتجنيب سوريا مزيداً من الفوضى والدمار، مشيراً إلى أنّ دمشق تتعامل بإيجابية وتدعم التحرك الروسي.

دعم اقتصادي

وأشار ماتوزوف، إلى وجود «خارطة طريق» لتقديم أقصى أشكال الدعم للحكومة السورية لإعادة الإعمار ومواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية وتأثيرات «قانون قيصر»، متوقعاً تقديم موسكو دعماً كبيراً للحكومة السورية، لاسيّما لمواجهة تداعيات العقوبات الأمريكية. وكشف ماتوزوف، عن توسع رقعة الخلافات بين موسكو وأنقرة بسبب الملفين السوري والليبي، موضحاً أنّ موسكو لا تخفي دعمها للرئيس الأسد في سوريا، وللجيش والبرلمان الوطنيين في ليبيا. وأبان ماتوزوف، أنّ تركيا أصبحت في عزلة أكبر بعدما لم تجد من مؤيّد لتدخلها في ليبيا.

Email