لاجئون سوريون ومهاجرون باتوا بلا مأوى

الأخت الكبرى نور في أسرة برجيس السورية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطفال أسرة برجيس السورية التسعة كانوا في المنزل بمفردهم في ذلك اليوم في منطقة الكرنتينا الفقيرة التي تبعد مئات المترات عن مرفأ بيروت حيث وقع الانفجار، وقد تمكنوا من النجاة لأن الأخت الكبرى نور اعتقدت أن الانفجار الأول في المرفأ كان ضربة جوية فطلبت من أشقائها وشقيقاتها الاحتماء على الأرض.

قالت نور لصحيفة «اندبندنت» البريطانية وسط بقايا كوخ على السطح: «لو كنا في الخارج لكنا في عداد الموتى». وقد كان وقع الصدمة شديداً، حيث تفيد والدتها بأن ابنها يعقوب يركض للاختباء تحت الطاولة عند سماع صوت دراجة نارية، ويبول في فراشه، ولا ينام في الليل.

ووفقاً للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين «يو إن إتش سي آر»، توفي على الأقل 34 لاجئاً سورياً في الانفجار، وهو ما يشكل خمس إجمالي الوفيات، هذا عدا عشرات الأسر التي أصيبت بجروح جراء الانفجار، وتقول وكالات المساعدات إن اللاجئين السوريين ومجتمعات المهاجرين في وضع هش، لأن كثيرين منهم كانوا يعيشون أصلاً تحت خط الفقر قبل الانفجار.

وفي سياق متصل، كان المجلس النرويجي للاجئين أفاد في الأسابيع التي سبقت الانفجار عن ارتفاع عدد اللاجئين السوريين الذين طردوا من منازلهم بسبب الأزمة المالية التي تعصف بلبنان وفيروس كورونا، وهو وضع يخشى أن يستمر بعد الانفجار.

وفي حديث لـ «إندبندنت»، أفادت ايلينا ديكومتيتس من المجلس النرويجي للاجئين: «أولئك اللاجئين سيكونون أول من سيجد نفسه في الشارع، والأمر نفسه يصح على العمال المهاجرين».

ومن بين هؤلاء، هناك حالة لوسي من سيراليون التي أصبحت منذ الانفجار بلا عمل وبلا مال ولا منزل يأويها، فقد تدمر المنزل حيث كانت تعمل، وربة العمل اللبنانية تعرضت لجروح بالغة ونقلت إلى المستشفى وتعتقد لوسي إنها توفت، أما هي فقد بقيت محاصرة تحت الأنقاض.

جمعية «إغنا ليغنا بسيدت» وهي جمعية لحقوق الإنسان تعنى بمجتمع الإثيوبيين أفادت عن وجود 13 إثيوبياً في عداد المفقودين و20 أصيبوا بجروح. وقبل الانفجار، سجلت الجمعية على الأقل 300 عاملة منزلية تم التخلي عنهن في الشوارع من قبل أرباب العمل. وهناك احتجاجات خارج سفارة كينيا لعاملات مهاجرات، كثير منهن بلا وثائق، يطالبن بإعادتهن إلى أوطانهن.

Email