قصة خبرية

السوري محمد.. %99.7 لا تكفي للطب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقف الشاب السوري محمد راجحة وسط حالة من الذهول والصدمة النفسية التي تشكّلت لديه نتيجة عدم قدرته على استكمال مشواره التعليمي ودراسة تخصص الطب الذي كان يحلم به هو وأمه منذ صغره، فمعدل محمد الذي حصل عليه في امتحانات «الثانوية العامة» ويبلغ 99.7 لن يسهّل عليه تحقيق حلمه باعتباره لاجئاً سورياً يتم التعامل معه وفق النظام الدولي في الجامعات الأردنية.

يقول محمد (18 عاماً): أشعر بحزن شديد وقلق من أن يذهب جهدي هباء منثوراً، وكذلك جهد والدتي التي وقفت طوال هذه السنين وهي تدعمني وتمنحني كل الرعاية والاهتمام، فوالدي رحمه الله توفي منذ 2005، وكل دينار حصلنا عليه من خلال المساعدات رصدته أمي لفترة ما بعد «التوجيهي»، لمعرفتها بأن هذه الفترة مهمة وتحتاج تكاليف عالية، نحن الآن ننتظر الفرج من الله عز وجل ولا حلول أمامنا.

مستقبل مجهول

يبين محمد أن الخوف من المستقبل المجهول هو شعور أساسي لدى الشباب اللاجئين السوريين، فلا خيارات أمامهم. يضيف: في السابق كانت المنح الدولية التي تدعم الطلبة لدراسة التخصصات الجامعية عديدة، ولكنها لا تهتم بتعليم الطلاب مهنة الطب كونها مكلفة وطويلة من حيث عدد السنوات، إذا أردت دراسة الطب على النظام الدولي فإنني أحتاج إلى 128 ألف دولار، حيث إن تكلفة الساعة في أهم الجامعات تبلغ 500 دولار، وفي تخصص الطب نحتاج 256 ساعة، أدعو الله ليلاً ونهاراً أن أجد الحل لمشكلتي.

محمد ووالدته قدما إلى الأردن عام 2013 من الغوطة الشرقية، واستقرا فترة في مخيم الزعتري ومن ثم انتقلا إلى محافظة مأدبا، وليس لهما أقرباء يساندونهما. محمد درس خلال هذه الفترة في مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز، وهي مدرسة حكومية لا تستقبل سوى المتميزين من الطلاب، ويجب عليهم الحفاظ على مستواهم في الدراسة ضمن معدلات محددة حتى يستمروا في البقاء والانتفاع من برامج المدرسة.

مرحلة فاصلة

يضيف محمد: كنت أواصل الدراسة ليلاً ونهاراً، فالتوجيهي مرحلة فاصلة وسوف تنقلني لعالم آخر، إضافة إلى أن التحديات في فترة الحجر نتيجة جائحة كورونا زادت وأصبح التعليم عن بعد، ولكن بفضل الله استطعت تجاوز الصعوبات، أرغب في دراسة الطب كونه التخصص الذي يساهم في التخفيف عن الموجوعين ومواساتهم في همومهم، فالطبيب يعمل من أجل الإنسانية جمعاء.

Email