وزيرة الآثار الفلسطينية لـ« البيان »: مساعٍ إسرائيلية لنهب التاريخ

رولا معايعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت رولا معايعة، وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية، أن إقدام سلطات الاحتلال على سرقة حجر جرن المعمودية الأثري من بلدة تقوع قرب بيت لحم، تم بدوافع سياسية عنصرية، مبينة أن هذا الانتهاك الخطير، والتعدّي الآثم بحق التراث الفلسطيني، يخالف كل الاتفاقيات الدولية، التي تنص على حماية الملكيات الثقافية، في حالات الصراع.

وعدت معايعة في تصريحات لـ«البيان» سرقة هذا المعلم الأثري، الذي هو جزء من بقايا كنيسة أثرية، محاولة لسرقة التاريخ الفلسطيني، وانتزاع الهوية الثقافية للفلسطينيين، وفيه انتهاك صارخ لبروتوكولات المنظمات الدولية بشأن حماية الموروث الثقافي في البلدان المحتلة.

ولفتت الوزيرة الفلسطينية، إلى أن حجر المعمودية، أو «العماد» كما يسميه الفلسطينيون، ثُماني الشكل ويزن نحو 8 أطنان، وعليه زخارف قديمة من جهاته كافة، ويعدّ من دلائل العصور البرونزي والحديدي والروماني والبيزنطي والإسلامي المبكّر، والحقب الصليبية والأيوبية والمملوكية، وكان معلماً بارزاً في بلدة تقوع الزاخرة بالآثار القديمة، وله رقم وطني فلسطيني، وكان مقترحاً ليكون نواة لمتحف أثري في البلدة، غير أن قوات الاحتلال سرقته أخيراً.

وأضافت معايعة: «يتّبع الاحتلال، سياسة ممنهجة في السطو على التراث الفلسطيني، والهوية الوطنية والثقافية للفلسطينيين، وكل ما يربط الفلسطيني بأرضه ووطنه، بهدف تزوير التاريخ وتسويق روايات تنسجم مع أفكاره، وأطماعه الاستيطانية، وإحكام سيطرته على الآثار في فلسطين، ويدلل على هذا السلوك، انخراط رموز السياسة في دولة الاحتلال، في عمليات سرقة الآثار والاتّجار بها».

وبيّنت أن سلطات الاحتلال، سرقت مئات آلاف القطع التاريخية والشواهد الأثرية، وهذا يندرج في إطار عمليات التهويد المستمرة، وطمس الهوية الفلسطينية، كان من خلال نهب الآثار، أو تغيير وتحريف أسماء بعض المواقع الغنية بالآثار، أو بناء الجدار العنصري عليها، وأخيراً بمشروع الضمّ.

وختمت: «الاحتلال يستهدف بشكل متعمّد مواقع التراث الفلسطيني، ويقيم المعسكرات على مقربة منها، وهذه سياسة معدّة مسبقاً، لمحو الذاكرة العربية والفلسطينية، وتزييف الحقائق، وصولاً للاستيلاء على الأرض، وسنواجه أطماعه بكل السُبل، التي تلبي تطلعات حماية موروثنا الوطني».

Email