تقارير «البيان»

قلق روسي من التخريب التركي في ليبيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسود قلق في موسكو وعواصم القرار الدولية إزاء التطوّرات في ليبيا، لا سيما مع دخول الأزمة أخطر مراحلها، إثر التدخّل التركي في ميدان المعارك لصالح ميليشيات الوفاق، وفي ظل اتساع الرفض العالمي للتدخل والتحذير من عواقبه.

لا يكاد يمر يوم، دون صدور مواقف عن الخارجية الروسية، تعكس القلق لعل آخرها البيان الذي حذّرت فيه الناطقة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، من غياب السلام في ليبيا، واستمرار تدمير البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية، وخطر تدويل الصراع.

وتزداد خلافات البلدين بشأن الأزمة الليبية بشكل متسارع، وتعكس إلى حد كبير معركة كسر العظم، التي يشهدها شمال سوريا، واتهامات تركية لموسكو بإشراف غرفة عمليات، يقودها ضباط روس في استهداف الجنود الأتراك في إدلب، واختبار أنواع جديدة من الأسلحة الروسية خلال المعارك، وحديث أنقرة عن أن استهداف قواتها هناك جاء بشكل متعمد من قبل الطيران الروسي.

ويقول الباحث في الشؤون الشرق أوسطية، دميتري كيم، في تصريحات لـ«البيان»، إن موسكو تتفهم تجاوب مصر مع دعوة البرلمان الليبي، للمساعدة في فرض الاستقرار، لا سيما أن القاهرة ترى بذلك ضروري لحماية أمنها القومي.

سيناريو سيئ

ويشير كيم إلى أنّ دخول مصر على خط الأحداث، من شأنه إجبار تركيا على التراجع عن اعتزامها الهجوم على سرت والجفرة والاقتراب من مناطق النفط، ومنعها من فرض تسوية سياسية بشروط مواتية. واستبعد كيم حدوث صدام مباشر بين مصر وتركيا في ليبيا، لافتاً إلى أن وجود ثقل عربي في الأزمة الليبية، سيمنع تركيا من الاستفراد بليبيا، والتأثير على مصير شعبها.

تنافر جيوسياسي

ورجّح الباحث الروسي وجود مساع أمريكية لتوريط الكرملين في نزاع مباشر مع تركيا، مبيناً أن موسكو ستضع كل ثقلها لفرض حل سياسي للأزمة الليبية، ودون حصول صدام مباشر وواسع النطاق بين القوات الروسية والتركية.

وأوضح كيم أن العلاقات بين موسكو وأنقرة ستشهد مزيداً من التدهور في حال قيام الأخيرة، بنشر منظومة إس -400 في ليبيا، كما ألمحت مؤخراً. ودعا إلى عدم الاستهانة بالعامل الداخلي في تركيا، والتحولات التي يمكن أن تحصل فيها بشكل مفاجئ، على ضوء تصاعد حالة الامتعاض داخل قطاع واسع في المؤسسة العسكرية التركية، والتي لا ترى مصلحة في التورط في النزاعات الخارجية، والاستياء من أنّ أردوغان يركز على الموالين له، وليس على الأكفاء في السياسة والشؤون العسكرية.

Email