ليبيا سباق بين الحل السياسي والعسكري

عناصر من الجيش الوطني الليبي مع تعزيزات عسكرية | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتجه الوضع في ليبيا إلى تصعيد ميداني بحشد عسكري تركي وتهديدات عسكرية، على عكس ما يريد المجتمع الدولي، الذي يتوافق على حل سياسي في ليبيا بعيداً عن التدخلات الأجنبية، وتنتشر حالة من القلق والخوف بين أطياف سياسية واجتماعية عديدة، تستشعر خطراً قادماً بسبب حرص البعض على الحل العسكري دون السياسي.

تعزيزات

وكشفت مصادر عسكرية لـ«البيان» عن ارتفاع وتيرة التهديدات العسكرية غرب مدينة سرت الليبية يومياً، حيث تشهد مناطق وسط البلاد حركة كبيرة للطائرات التركية المسيّرة.

وقالت المصادر إن تعزيزات عسكرية بدأت تصل لتشكيلات حكومة الوفاق بقيادة تركيا إلى مناطق القداحية وبوقرين، تمهيداً للهجوم على سرت والجفرة، كما نزلت أمس لليوم الثاني على التوالي، طائرة شحن تركية في قاعدة الوطية الجوية جنوب العاصمة طرابلس. في وقت نفى الناطق اسم الجيش اللواء أحمد المسماري توقيع الجيش على أي اتفاق للانسحاب من مدينة سرت، لافتاً إلى جاهزية الجيش لصد أي هجوم تركي على الجفرة وسرت.

وقال المسماري: «ننفي ما يتداول من أنباء عن أي اتفاق بالانسحاب من مدينة سرت»، مؤكداً أن القيادة العامة للجيش لن تخذل شهداءها والشعب الليبي. ونوّه المسماري إلى أن قوات الجيش وجميع الوحدات العسكرية على جاهزية كاملة لصد أي هجوم من قبل الأتراك وحلفائهم.

تحشيد

ولفت المسماري إلى تحشيد عسكري تقوم به تركيا في محيط سرت، مؤكداً أن «هناك حركة من الدفع بمزيد من الميليشيات في منطقة الهيشة والقداحية وفي زمزم وبعض المناطق الغربية»، وأكد أن قوات الاستطلاع التابعة للجيش رصدت قيام الميليشيات بتلغيم كوبري السدادة وبعض المناطق التي تعيق التقدم نحو مصراتة.

وكانت تقارير إعلامية قالت أول من أمس إن صوراً بالأقمار الصناعية كشفت عن تواجد طائرات مسيّرة في مواقع حول مدينة مصراتة، وذكرت أن عناصر من القوات التركية والميليشيات المسلّحة الموالية لحكومة الوفاق، أنشأت ملاجئ خلال الأسابيع القليلة الماضية في جنوب القاعدة الجوية بمصراتة لتستخدم في العملية العسكرية المرتقبة في سرت، وفي الهجوم على قاعدة الجفرة.

سياسياً، رحب نواب البرلمان بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالقبائل الليبية، مؤكدين دعم مجلس النواب لقرارات القيادة السياسية فى الأزمة الليبية، وأن مصر لن تتخلى عن ليبيا ولن تقبل بأي حال من الأحوال أي عدوان قد يؤثر على الأمن القومي المصري والعربي.

ويؤكد مراقبون أن لقاء المشايخ الليبية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تضمن رسالة مهمة أيضاً وهي أن مصر لن تسمح بأي حال من الأحوال أن تتحول ليبيا إلى ساحة ومركز للمتطرفين والإرهابيين.

زيارة إلى الجزائر

وكشف مصدر جزائري لـ«البيان» أن رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، سيصل الجزائر مساء اليوم السبت في زيارة ليومين هي الثانية من نوعها في غضون شهر.

وأوضح أن عقيلة صالح سيبحث خلال زيارته إلى الجزائر تطورات الأزمة الليبية ومساعي الحل السياسي في هذا البلد. وذكر التقرير أن عقيلة صالح سيناقش مع المسؤولين الجزائريين آخر تطورات المشهد الليبي، وسبل الحل السياسي.

Email