الإمارات تدعو إلى تغليب الحكمة في ليبيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذر معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، من التبعات الخطيرة لقرع طبول الحرب حول سرت بليبيا، ودعا إلى تجاهل التحريض الإقليمي وغاياته، وجدد تمسك الإمارات بوقف إطلاق النار والمرجعيات الدولية الواضحة واللجوء للحل السياسي.

وقال قرقاش في تغريدة على حسابه على «تويتر»: «طبول الحرب التي تقرع حول سرت في ليبيا الشقيقة تهدد بتطور جسيم وتبعات إنسانية وسياسية خطيرة». وأضاف معاليه: ندعو من الإمارات إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب الحكمة، والدخول في حوار بين الأطراف الليبية وضمن مرجعيات دولية واضحة، وتجاهل التحريض الإقليمي وغاياته.

إلى ذلك، كشف الناطق باسم القائد العام للجيش الوطني اللواء أحمد المسماري، أن قواتهم رصدت تصعيداً تركياً باتجاه إطلاق معركة ضد الجيش الوطني في سرت والجفرة.

ونوّه المسماري خلال مؤتمر صحفي بأن الجيش الوطني جاهز للتصدي لأي تحركات تركية، مؤكداً أن وحداتهم في حالة دفاع مشروع عن الشعب والبلاد، كما دعا الليبيين للوقوف صفاً واحداً ضد المخطط التركي.

ابتزاز

وفي السياق ذاته أوضح الناطق باسم القائد العام للجيش الليبي، أن تركيا تسعى للسيطرة على النفط الليبي لإنقاذ اقتصادها المنهار، وهي تعمل الآن على ابتزاز الاتحاد الأوروبي بملف المهاجرين.

وأشار اللواء أحمد المسماري إلى أنباء عن وصول بعض المرتزقة الذين جلبتهم للقتال في ليبيا إلى أوروبا عن طريق البحر.

ورغم إعلان رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، أمس أن لقاء مرتقباً بين الأطراف الليبية من أجل التوصل إلى حل ووقف إطلاق النار، تتمسك قوات حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة بخيار الحرب، فقد أكد المتحدث باسم تلك القوات والفصائل، تمسكه بالسيطرة على مدينة سرت والجفرة.

فيما أعلن مجلس النواب الليبي، أنه أجاز لمصر التدخّل عسكرياً في ليبيا «لحماية الأمن القومي» للبلدين، مشدّداً على أهمية تضافر جهود البلدين من أجل «دحر المُحتل» التّركي. وقال البرلمان ومقرّه طبرق (شرق البلاد) في بيان: «للقوات المسلّحة المصرية التدخّل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري، إذا رأت أن هناك خطراً داهماً وشيكاً يطال أمن بلدينا».

شراكة

وأوضح رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، أنه ينتظر الدعم من السلطات الإيطالية من أجل حل الأزمة الليبية ووقف إطلاق النار، مشيراً إلى وجود شراكة حقيقية مع روما، ودور مرتقب منها في «مشاريع إعادة الإعمار».

وقال: «أنتظر الدعم من أجل حل الأزمة، وحث بعثة الأمم المتحدة في ليبيا على الإسراع في دعوة لجنة الحوار لتشكيل السلطة التنفيذية الجديدة من رئيس ونائبين ورئيس وزراء ومجلس رئاسي، كل إقليم يسمي من يمثله في هذا المجلس»، حسب مقابلة مع مجموعة «آدنكرونوس» الإعلامية، والتي نقلتها وكالة الأنباء الإيطالية «آكي»، الثلاثاء.

وأشار صالح إلى أنه بناء على مبادرته السياسية التي أعلنها في وقت سابق، أن من مهام المجلس «تكليف رئيس وزراء لتشكيل حكومة، تعرض برنامجها على مجلس النواب لنيل الثقة».

ولفت إلى المطالبة بوقف إطلاق النار كي «لا تكون ليبيا مسرحاً للعمليات العسكرية التي تلحق الضرر بالمنشآت النفطية والحيوية الليبية»، محذراً من أن عدم الالتزام بوقف إطلاق النار سيقود إلى «حرب طاحنة»، وأضاف: إن «الحرب شر لا يريده أحد».

مطالبة

في الأثناء، طالبت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، تركيا باحترام حظر توريد السلاح إلى ليبيا، مؤكدة أن استقرار ليبيا مهم لبلادها، ويؤثر على الوضع الأمني في البحر المتوسط وأوروبا.

وأكدت بارلي، في مقابلة إذاعية، بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، على أن لا حل عسكرياً في ليبيا، ودعت الجميع للعمل من أجل حل سياسي.

جاءت تصريحات الوزيرة، بعد مطالبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بوقف تدفق الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا، داعياً إلى استئناف الحوار بشكل فوري من أجل وقف إطلاق النار.

وقال «لا يمكن أن يحل السلام الدائم في المتوسط من دون أوروبا، ولا يمكن أن نقبل بأن يقرر مصيرنا من قبل دول أجنبية».

وشدد ماكرون، على «أن استقرار ليبيا أساسي من أجل أمن أوروبا والساحل الأفريقي، ولا حل عسكرياً للأزمة الليبية، وأدعو إلى استئناف الحوار فوراً وبدء العملية السياسية».

Email