قصة خبرية

أطفال مخيمات سوريا بين الخوف وحلم العودة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مفيد الطفل السوري الذي أودت الحرب بوالده قبل سنوات، كغيره من رجال سوريا الذين سحقتهم رحى الصراع، يعيش الآن نازحاً في أحد المخيمات بريف إدلب الشرقي مع والدته وأخوته الأربعة، بعد أن تهجر وعائلته من ريف معرة النعمان من قرية معشمارين قبل ثمانية أشهر.

مع انتشار فيروس «كورونا» مطلع العام، ومن خلال ما يتداوله البعض حول هذا الفيروس سأل مفيد والدته ما هذا الفيروس، فأجابته أنه فيروس قاتل يحتاج منك أن تواصل التعقيم ليديك وارتداء كمامة.

كانت الإجابة صعبة على مفيد الذي لا يمتلك هو وعائلته أدوات التعقيم أصلاً، بل حتى المياه التي يشربها هي مياه ملوثة من السواقي والمستنقعات، أما الكمامة فهي آخر ما يفكر به الطفل الذي يعيش وعائلته وهم في أدنى مستوى للحياة.

هموم ومشاكل

تحدّث مفيد لـ«البيان» وهو يشرح همومه ومشاكله في الحياة داخل هذه المخيمات، حيث يقول: لا نملك معقّمات للمياه حتى يكون متوفراً لدينا معقّمات ضد «كورونا».. يعبّر مفيد عن نقص المعقمات في المخيم بكلمات نابعة عن خوف طفل بأنه غير قادر وأهله على مواجهة الفيروس في حال انتشر في مثل هذه المخيمات البسيطة.

ما يعرفه أطفال المخيمات في الشمال السوري عن «كورونا»، أنه رشح وارتفاع درجات حرارة لمن يصاب بالفيروس، بل يضيف هذا الطفل قائلاً: يعني رشح بسيط، فإذا كان الحال كذلك نحن في رشح دائم بسبب البرد والأمطار، وبالتالي نحن نعيش مع «كورونا».

مفيد مثله، كآخرين من الأطفال في المخيمات يحلم بالعودة إلى ما يسميها «الدار» ويمارس حياته في منزله المدمر. هي أمنية للكثير من هؤلاء الأطفال الذين سئموا الحياة بين أوراق المخيمات. وفي هذا الصيف الساخن باتت الخيمة عبئاً على هذه الأجساد الطرية، بانتظار الهجرة المعاكسة إلى البيت المدمر.

Email