تقارير « البيان»

الكاظمي يبدأ معركة تحجيم إيران في العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن العراق بدأ فعلياً في مواجهة تدخلات إيران، فرئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، حريص على تحدي طهران، حيث أنهى رئاسة رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، من مستشارية الأمن الوطني، وعين بدلاً عنه قاسم الأعرجي وزير الداخلية الأسبق، وذلك بعد أيام من اعتقال عناصر حزب الله، واتهامها بالتخطيط لضرب أهداف عراقية، ورغم الإفراج عن هذه العناصر، رغماً عنه، إلا أنه وجّه رسالة ضمنية، أنه خسر الجولة الأولى، ولم يخسر المعركة، وأن الأيام المقبلة ستشهد قرارات لتقليم أظافر إيران في العراق.

ويؤكد محللون أن الأمور ستظل مفتوحة على كل الاحتمالات، بين الجانبين، الحكومة والكاظمي من جهة، والمليشيات التابعة لإيران من جهة أخرى. ولا ينتهي هذا الصراع إلا بكسر عظم أحد الطرفين المتصارعين، لكن هناك من يعتقد أن الكاظمي، بحكم طبيعة شخصيته وموقعه على رأس جهاز المخابرات لعدة أعوام، يمكن أن ينجح في إعادة تنظيم الجهاز، للتخلص من المناصب التي تتولاها ميليشيات موالية لإيران، حيث أسند المواقع الحساسية في وزارتي الداخلية والدفاع، إلى ضباط مستقلين. كما قام بإعادة الفريق عبد الوهاب الساعدي، إلى قيادة جهاز مكافحة الإرهاب.

ولا شك أن سيطرة الكاظمي على أجهزة الأمن، تتيح له نزع سلاح هذه الميليشيات، وجعلها تحت تصرف الدولة، وبالتالي، يقلل من الانعكاسات والارتدادات السلبية للصراعات السياسية والعسكرية على العراق، بوضع في حسبانه اشتراطات ومطالب القوى الحزبية الداعمة له من مختلف المكونات، ومطالب الحراك الشعبي، باستعادة سيادة قرارات العراق، والابتعاد عن الطائفية، التي جعلت إيران وصية على العراق. ولعل النقطة المحورية في نجاح الكاظمي، نسبياً، بمهمته الثقيلة، تتمثل في عدم الركون والخضوع لاشتراطات الأحزاب الموالية لإيران.

لكن هناك فريقاً آخر يؤكد أن الأمور لن تكون بهذه البساطة، نظراً لتداخل وتشابك الملفات، وتفاقم المخاطر والتحديات، إضافة إلى قوة نفوذ إيران في العراق، حيث تغلغل عبر عقود في شتى المجالات السياسية والاقتصادية وقبل ذلك العسكرية والأمنية، الأمر الذي يضع «الكاظمي» أمام خيارات صعبة، قد تجعله يرضخ، على غرار رؤساء الحكومات السابقة، لكن لا شك في أن الدعم الأمريكي الواضح لحكومته ، سيسهم في منحه القوة اللازمة لمواجهة ميليشيات إيران، فضلاً عن ذلك، فإن أوساط مطلعة، تؤكد أن الكاظميتلقى اتصالات من أطراف إقليمية ودولية عديدة، تؤكد مساندتها له.

Email