حراك شعبي ليبي ضد أطماع أردوغان

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا مسؤولون وناشطون ليبيون أبناء شعبهم، للاستعداد لمقاومة الاحتلال التركي، وللدفاع عن استقلالية القرار الوطني، بعد ما أثارته زيارة الوفد العسكري التركي بقيادة وزير الدفاع خلوصي آكار ومشاركة رئيس الأركان باشار غولار إلى طرابلس، أول من أمس، من ردود فعل غاضبة في ليبيا، حيث تم اعتبارها إعلان وصاية من نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على غرب البلاد، من خلال ما رافقها من تحركات وتصريحات استفزازية للوفد في طرابلس، منذ الوصول إلى مطار قاعدة معيتيقة، وصولاً إلى الجولة داخل غرفة العمليات التركية، والتي مُنع أمراء حرب تابعون لحكومة فايز السراج من دخولها.

والمرتقب أن تشهد مدينة بنغازي، اليوم الأحد، مسيرة مليونية للتنديد بالتدخل التركي السافر في البلاد وللدعوة لمقاومته، وتجديد الإعلان عن دعم الشعب الليبي في كل المناطق للجيش الوطني وقيادته العامة، وللموقف المصري الحازم من توسيع عدوان أردوغان على الأراضي الليبية.

رد شعبي

وستكون مسيرة اليوم أول رد فعل شعبي على نتائج زيارة الوفد التركي إلى طرابلس، وسيصدر عنها بيان موجهة للرأي العام الدولي باسم أعيان القبائل وناشطي المجتمع المدني والفعاليات الاجتماعية في كل مناطق ليبيا.

وأكدت مصادر لـ«البيان» أنه تم الاتفاق خلال الزيارة، التي أداها الوفد العسكري التركي إلى طرابلس على تحويل قاعدة الوطية الجوية إلى قاعدة عسكرية تركية، يحمل كل العاملين فيها الصفة الدبلوماسية، ومنح الحصانة للمستشارين الأتراك بعدم الملاحقة القانونية.

والتفويض الكامل للجيش التركي لحماية حكومة السراج داخل طرابلس، وإنشاء قوة عسكرية تركية بمصراتة لحماية الشركات التركية، وتكليف الجانب التركي بتدريب وتسليح جهاز الشرطة، وإنشاء جهاز استخبارات عسكرية جديد بإشراف تركي، ومنح الأتراك الحق في التدخل العسكري المباشر في البلاد.وأوضح مصدر مطلع لـ«البيان» أن الجانب التركي اصطحب معه قائمة بعدد من الشخصيات القريبة منه لتكليفها بمهام أمنية وعسكرية واستخباراتية، ينتمي أغلبها إلى جماعة الإخوان والجماعة المقاتلة أو تنحدر من أصول تركية وتحديداً بمدينة مصراتة، وأن الهدف من ذلك ضمان المصالح التركية، بواسطة عناصر عقائدية مضمونة لديها.

من جهته، أشار مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي العميد خالد محجوب لـ«البيان» أن تركيا تستغل عجز حكومة السراج، وعدم شرعيتها لتنفيذ مشروعها التوسعي في ليبيا، والذي يهدف إلى نهب المقدرات والسيطرة على الموقع الاستراتيجي والمجال الحيوي والتمكين لأتباعها من قوى الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان، التي لا تعترف بالوطنية وتكن حقداً تاريخياً للدولة ومؤسساتها وفي مقدمتها الجيش الوطني.

وأوضح أن الاتفاق الذي أبرمته تركيا مع حكومة الوفاق، بشأن إنشاء مراكز تدريب جديدة لجماعات المرتزقة والإرهابيين والميليشيات الخارجة عن القانون غربي ليبيا، ليس سوى إملاء إرادة طرف على طرف آخر، بهدف الاستعداد لهجوم على مدينة سرت، مشدداً على أن الجيش مستعد للتصدي للقوات التركية والميليشيات الموالية لها.

غطرسة تركية

في الأثناء، يؤكد المحلل السياسي علي أوحيدة أن زيارة آكار إلى طرابلس دليل قاطع على الانتشار العسكري التركي في ليبيا، وعلى غطرسة تركية تجاوزت حدود المنطق. وفي السياق ذاته، دعا الناطق باسم الحركة الوطنية الشعبية الليبية مصطفى الزائدي إلى الاستعداد للمقاومة وقال «بلادنا محتلة، وأمرنا بيد غيرنا، فليس لنا إلا التوحد وإطلاق كفاح وطني جماعي، من أجل المطالبة باستقلال القرار الوطني الليبي».

Email