الجزائر.. المنحنى التصاعدي لـ«كورونا» يدق ناقوس الخطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

دق المنحنى التصاعدي لإصابات «كورونا» في الجزائر خلال الأيام الأخيرة ناقوس الخطر، فبعد أن كانت الإصابات بالعشرات باتت بالمئات. وليس هذا فحسب بل تشهد البلاد كل يوم رقماً قياسياً جديداً لحالات الإصابات، ففيما سجلت أمس 430 سجلت أول أمس 413 حالة وسجلت الأربعاء الماضي 385 والثلاثاء 336 الأحد الماضي 305 حالات، ليرتفع إجمالي الإصابات بالفيروس إلى 15 ألفاً و500 إصابة مؤكدة، منذ وصول الجائحة إلى البلاد، فيما ارتفعت حالات الوفيات إلى 946 حالة.

وتقول المخرجة الإذاعية زايدي فتيحة لـ«البيان»، إن تصاعد الحالات بشكل يومي يمثل جرس إنذار سواء للمواطنين أو السلطات للوقوف أمام تطور المنحنى الوبائي، مرجحة أن يكون قلة الوعي من الأسباب الرئيسة وراء هذا الارتفاع اليومي في حالات الإصابة، مشيرة إلى أنه بالرغم من أن الجائحة مست معظم دول العالم، إلا أن «هناك من يروّج إلى أن تفشي الوباء في بلادها هو من اختراع الساسة»، وهي الفكرة التي تناقلها بعض الشباب.

وأشارت فتيحة إلى حالة الاستنفار في المستشفيات، حيث لا يمكن استقبال جميع الحالات بسبب نفاد الأسرّة، لافتة إلى توجيه الأطباء للجميع إلى ضرورة الالتزام بالحجر المنزلي.

وتضيف فتيحة في حديثها لـ«البيان»، أن المواطن الجزائري لم يعتد بعد على السلوكيات التي فرضها الوباء، حيث لا يزال الجزائريون يقيمون الأعراس الزواج مع حضور عدد كبير من الأقارب والأصدقاء وإن كان كما تشهد الجنازات حضوراً كبيراً رغم حظر السلطات للتجمعات. وتؤكد فتيحة أن القضاء على الوباء في يد المواطن فالجميع مسؤول، داعية الجميع إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية وتعليمات التباعد الاجتماعي، داعية السلطات إلى إعادة فرض الحجر التام لأسبوعين في الولايات «المحافظات» المتضررة، مع تطبيق القانون بشكل صارم لكل مخالف لكل أشكال الوقاية. وقالت: «يجب التضحية بغلق الولايات وأحيائها لمدة أسبوعين.. وهذا كله من أجل إنجاح موسم الدخول الاجتماعي وعودة أبنائنا إلى مقاعد الدراسة ودب الحياة في مؤسسات الدولة والخاصة من أجل الالتفات لمعركة إنعاش اقتصاد البلاد».

من جهته، أكد الناطق باسم لجنة رصد ومتابعة فيروس «كورونا» في الجزائر د. جمال فورار في وقت سابق أن ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في بلاده سببه عدم احترام التدابير الوقائية.

وقال: «لاحظنا ارتفاعاً طفيفاً خلال الأيام الأخيرة في عدد الأشخاص المصابين بهذا الوباء، وهذا راجع إلى عدم احترام التدابير الوقائية من تفشي هذا الفيروس عقب استئناف بعض النشاطات التجارية والاقتصادية والاجتماعية في بعض الولايات»، داعياً الجزائريين إلى التقيد الصارم بالتدابير الاحترازية.

بدوره،أكد مدير المعهد الوطني للصحة العمومية وعضو لجنة رصد تفشي وباء «كورونا» إلياس رحال أن ارتفاع حالات الإصابة كان متوقعاً بعد تخفيف إجراءات الحجر، وكذا تراخي الجزائريين في الالتزام بالإجراءات والتدابير الوقائية، في حين دفع استمرار انتشار الفيروس بالرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إلى إعلان غلق كامل حدود البلاد حتى انتهاء الوباء.

Email