3 عوامل رئيسة تدعم الموقف المصري في ليبيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

الرسائل التي بعثت بها مصر أخيراً، بخصوص الوضع في ليبيا، والخطوط الحمراء التي رسمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، محذراً من مغبة تجاوزها من قبل تركيا وحلفائها، ممثلة في محور سرت-الجفرة، فتحت الباب على مصراعيه أمام سيناريوهات مُتعددة، تحمل تغيرات جذرية في الأوضاع الراهنة.

شملت تلك السيناريوهات، التصعيد المتبادل، والدخول في مواجهة، من الناحية الاستراتيجية، قد تكون القاهرة أكثر جاهزية لها، لناحية ارتباطها بحدود مشتركة مع ليبيا، بخلاف تركيا، البعيدة عن مسرح المواجهة، بما يفرزه ذلك من تحديات لوجيستية كبيرة، وهو ما أكده محللون استراتيجيون، في تقدير موقف لكل من البلدين، إن اضطرا إلى المواجهة (تحت أي شكل من الأشكال).

وعلى الصعيد الداخلي، والحاضنة الشعبية، قد لا يختلف الحال كثيراً، فالقاهرة، بما لديها من علاقات تاريخية بليبيا، ومصالح وأمن مشترك، لديها من الحاضنة الشعبية، ما يعزز موقفها المدافع عن أمن واستقرار البلد، لا سيما أن الموقف المصري لا ينطلق من أي أطماع خاصة في ليبيا، بخلاف التدخل التركي الواضحة أهدافه.

أكد ذلك ردود الأفعال الداخلية -التي جاءت بموازاة ردود أفعال خارجية مرحبة بالرسائل المصرية الأخيرة- ومن بينها ردة فعل القبائل الليبية، التي تمثل رقماً فاعلاً في الساحة الليبية، وقد عبّرت عن ترحيبها بالموقف المصري، وطالبت بالدعم المصري المباشر للقوات المسلحة، للقضاء على الفوضى وسلطة الميليشيات، ومن أجل مساعدة الشعب الليبي في بناء مؤسسات الدولة، طبقاً لبيان صادر عن المجلس، ووفق تصريحات مسؤولي قبائل ليبية، شددوا فيها على أن «مصر ليس لها أي أطماع، سوى ضمان الحياة الكريمة للشعب الليبي».

تأييد القبائل

«تأييد كبير من القبائل الليبية لرسائل مصر، وخطاب السيسي الأخير، والذي ألمح فيه إلى استعداده لدعم وتجهيز القبائل الليبية للدفاع عن ليبيا.. القبائل في ليبيا، والتي تلعب دوراً مؤثراً في الحياة السياسية، تُدرك حقيقة أن مصر ليس لها أي أطماع في ليبيا، منذ فجر التاريخ، وأنها تريد أمن واستقرار ليبيا، ويرحبون بمدى الاحترام والتقدير الذي أبداه الرئيس السيسي، لدى حديثه عن القبائل، وتقديره إليهم، ولدورهم بشكل كبير، على عكس موقفهم من الأتراك، الذين يتعاملون بتعالٍ واضح، ولهم مصالح وأطماع يريدون تحقيقها في ليبيا»، هذا ما أكده المحلل الليبي، أستاذ القانون الدولي، د. محمد الزبيدي، في تصريحات لـ «البيان».

الزبيدي شدد على أن الموقف المصري، يحظى بدعم وتأييد كامل من قبل القبائل في ليبيا، والذين عبّروا عن تأييدهم، من خلال وقفاتهم على مدار اليومين الماضيين، وترحيبهم بالرسائل المصرية المُهمة، مشيراً إلى أن «تركيا ليس لها أي حاضنة شعبية في الداخل الليبي، على عكس مصر.. لا يؤيد تركيا إلا أتراك ليبيا، والفصائل الإسلامية المتطرفة».

وإلى جانب أن الأرض والحاضنة الشعبية، تدعمان الموقف المصري في ليبيا، وترجحان كفة القاهرة سياسياً وعسكرياً، فإن غالبية المواقف الدولية أيضاً، تأتي داعمة للتوجه المصري المنادي بحل سياسي للأزمة، وبوقف إطلاق النار، وفق مخرجات مؤتمر برلين وبيان القاهرة، مع عودة الطرفين للحوار لحلحلة الأزمة الليبية، وهو ما عبّر عنه صراحة مجلس الأمن القومي الأمريكي، والذي طالب بوقف فوري لإطلاق النار.

تعزز تلك المواقف، شرعية الموقف المصري في ليبيا.

وكذا الخارجية الأمريكية، التي عبّرت عن تأييدها للمبادرة المصرية.

موقف قوة

المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء نصر سالم، قال لـ «البيان»، إن الموقف المصري في ما يخص الوضع في ليبيا، هو موقف قوي من جميع النواحي، لا سيما «أننا أصحاب حق، من أجل الدفاع عن أمننا القومي»، مشيراً إلى أن الداخل الليبي، داعم للموقف المصري، وهو ما ظهر بوضوح، من خلال ردود أفعال الشعب الليبي، والقبائل الليبية.

وأشار رئيس جهاز الاستطلاع بالقوات المسلحة المصرية سابقاً، إلى الروابط الثقافية والتاريخية المشتركة بين مصر وليبيا، وحالة اللحمة الوطنية بين البلدين، حتى إن المنطقة الغربية في مصر، وامتدادها داخل ليبيا، تربطهما قبيلة واحدة، وهي قبيلة أولاد علي.

مردفاً: «الأرض والتاريخ والمواقف المصرية، ووقفتنا مع الشعب الليبي ضد الاستعمار الإيطالي، كل ذلك يصب في صالح الموقف المصري».

ولفت إلى أن «مصر تنطلق من موقف قوة وليس ضعفاً، من أجل حماية حقيقية ودفاع، وليس تهديداً»، لافتاً إلى حجم التأييد على الصعيد الدولي للموقف المصري، باعتباره يؤكد قوة الموقف المصري.

Email