قصة خبرية

أمان.. شابة سورية تحدّت الفقر والحرب بلغة الإشارة

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم الحرب وأصوات الانفجارات، أدركت دائماً أن شغفها مراقبة والدتها، وهي تعمل في المطبخ، وأن تتعلم منها طرق عمل الكبة ولف ورق العنب وغيرها من الأطباق الشهية، بدأت بالتجريب منذ عدة سنوات وأجمعت العائلة على براعتها في الطبخ ومن هنا كانت البداية لرحلة ستغير حياتها.أمان العشي شابة سورية عشرينية فقدت سمعها وهي ما زالت صغيرة، عندما تعرضت لالتهاب سحايا قوي أصابها وهي في عمر ثمانية أيام، ولكن بحكم إرادة والدتها وصبرها أتقنت لغة الإشارة التي باتت لغة التواصل بينها وبين العالم، كما تعلمت نطق الحروف والتكلم بها حتى لو كانت لا تسمعها، وتوضح والدتها أنها درّبتها طويلاً حتى تمكنت من لفظ الحرف بشكل مقبول، بحيث باتت قادرة على قول ما تحتاج إليه، كما أتقنت قراءة لغة الشفاه، وخاصة مع أفراد أسرتها. وتقول الوالدة باسمة الزعبي إن المرض أثر في قدرات أمان الحركية، وتوقع الأطباء حينها عدم تمكنها من السير، ولكن بعد تدريب ومحاولات كثيرة تمكنت من المشي وفاجأت حتى الأطباء.

بعد الانتهاء من الثانوية وكنوع من التسلية، قررت أمان بناءً على نصيحة من أسرتها تأسيس قناة لها على «يوتيوب» تُعلم من خلالها الصم طرق الطبخ، ولا تخفي الوالدة بأن ابنتها خافت وخجلت في البداية، ولكن بعد نشر أول فيديو وحصولها على تفاعل كبير ممن شاهدوه قررت تكرار التجربة، وتصوير الكثير من الفيديوهات وقد تكون قناتها الأولى عربياً الموجهة للصم بمجال تعليم الطبخ وفنونه.

فرغم الحرب والدمار والصواريخ والقتل إلا أن حلم أمان ووالدتها ينتهي بل دفعهما إلى الحث عن مستقبل ومهنة تحقق فيها الابنة الصغرى ذاتها، وتشعر بأهمية وقتها، فقررتا تأسيس مطبخ لبيع المأكولات من معجنات وكبب والكثير من الطبخات، واشتركت أمان في تدريب مع إحدى المنظمات تعلمت خلاله كيف تؤسس لمشروعها وكيف تخطط له، وبالفعل توسعت التجربة من مجرد فكرة إلى واقع، وبات لأمان خلال أشهر قليلة اسم مقبول في سوق العمل، وأصبح لها زبائنها الذين يقصدونها شخصياً لتذوق منتجاتها.

لا تخفي أمان سعادتها وهي تحضر الطلبيات التي تصل إليها، وتنشط بشكل جيد عبر السوشال ميديا لترويج لمنتجاتها وتتواصل مع أصدقائها وزبائنها، كما استقطب مطبخها شابتين من الصم للعمل معها، وحتى بقية أفراد أسرتها قرروا مساندتها ودعمها والتعلم أيضاً من إصرارها، وتقول بسعادة السيدة باسمة: «أمان جمعت العائلة في مكان واحد».

Email