تقارير « البيان»

في يعبد.. الاحتلال يحول المنازل إلى سجون

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل شيء في بلدة يعبد غربي مدينة جنين بالضفة الغربية، بات في متناول اليد غير الرحيمة لجنود الاحتلال، فالعائلات مسجونة في منازلها، والشوارع تحولت إلى خنادق لإطلاق الرصاص والقنابل نحو البيوت، كل شيء في القبضة الحديدية المفعمة بالانتقام. في يعبد، يطل مئات الأطفال والأمهات، الذين يعيشون تحت وطأة حصار جائر، على الشوارع الخالية إلا من جنود الاحتلال، من وراء قضبان النوافذ، فيما يجهد الآباء لتحسين ظروف «اعتقالهم» داخل السجن الكبير، وغير الآمن!

المهمة تبدو صعبة، وتحتاج إلى أعصاب باردة، فجنود الاحتلال الذين لا يفارقون البلدة، انفلتوا من عقالهم، وهم يفرضون العقوبات الجماعية على أكثر من سبعة عشر ألف فلسطيني، عقوبات مفعمة برائحة الخراب والدمار. «حولنا، وفوق منزلنا، وعلى أدراج المنزل المؤدية إلى السطح، يتنقل جنود الاحتلال المدججين بالحقد والكراهية، أما نحن فسجناء بين جدران المنزل» هكذا لخّص محمـد العمارنة (40) عاماً، ما يجري في بلدة يعبد، لافتاً إلى أن جنود الاحتلال يتعمّدون اقتحام المنازل وقت الإفطار والسحور، للتنغيص على الأهالي.

غابة صيد

يقول العمارنة، في اتصال هاتفي مع «البيان»: جدول العقوبات ضد أهالي بلدة يعبد، مفتوح إلى المدى الذي يحدده مزاج الجنود، الذين يتفنّنون في تعذيب مواطنين عُزّل، تحولت منازلهم، إلى سجون غير آمنة، فهؤلاء الجنود لا يقتحمون المنازل، إلا تحت وابل من الرصاص والقنابل الصوتية ، ومن يصادفونه خارج المنزل، يصوّبون عيونهم الحديدية نحوه، ويطلقون عليه النار!

يضيف: جنود الاحتلال أغلقوا مداخل البلدة الرئيسة بالبوابات الحديدية، وحتى الطرق الفرعية أغلقوها بالمكعبات الأسمنتية، ويمنعون الخروج أو الدخول منها وإليها، ومن يغامر بالخروج يقع في «غابة الصيد» فيتم صلبه وإخضاعه للتحقيق، ولا ينتهي به الأمر إلا بـ«دُش ساخن» تحت أعقاب البنادق.

أيام ثقيلة

وزاد مواطن آخر من عائلة الحمارشة، إن ما يجري في بلدة يعبد، ما هو إلا مشاهد من «فيلم كاوبوي» يقوم ببطولته جنود الاحتلال، وتتكرر تفاصيله المثيرة لدى معظم العائلات، موضحاً: دخل الجنود على منزل عائلة، واعتدوا على جميع أفرادها، مستغلين تجمعهم وقت الإفطار، وخرجوا وهم يتوعدونهم بزيارة أخرى على السحور!

Email