تونس تسيطرعلى الوباء.. صفر إصابات لليوم الثالث على التوالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

سخرت دول عظمى من إمكانيات تونس، وتوقعت كارثة جراء البنية التحتية الهشة ونقص المراكز الصحية حيث توقعت آلاف الإصابات ومئات الوفيات، لكن تونس بصرامتها حققت انجاز مهم، فلليوم الثالث على التوالي صفر إصابات بعد التمكن من السيطرة على وباء كورونا المستجد رغم الإخلالات والتجاوزات، حيث تجاوزت نسبة حالات الشفاء 60 بالمئة ومن المنتظر أن تسجل ارتفاعاً إلى ما يزيد على الـ80 بالمئة.

لا يوجد أي نظام صحي في العالم قادر على مواجهة تداعيات كورونا، كانت هذه تحذيرات الصحة العالمية، لكن تونس نجحت في الرهان. ويؤكد محللون أن هذا الإنجاز الكبير يحسب للكفاءات الطبية ولمجهودات الدولة التونسية وصرامتها ووعي المواطن التونسي رغم بعض الإخلالات.

وقال وزير الصحة العمومية عبد اللطيف المكي في جلسة استماع إليه في البرلمان لمتابعة خطة الوزارة في ما يتعلق بالحجر الصحي الموجه إن تسجيل «صفر إصابة لا يجب أن يغرنا لأنّ الصفر يمكن أن يصبح ثلاثاً أو أربع إصابات أو غيرها. إذ يمكن لشخص حامل للفيروس أن يخرج من الحجر الصحي طالباً من التونسيين الالتزام بالانضباط.

لابد من متابعة تطور الوضع الوبائي في تونس خلال النصف الثاني من شهر مايو الجاري وتحديداً بداية من يوم 20 منه ودراسة المعطيات، للتثبت من إمكانية حدوث موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد في البلاد، ذلك ما أكده ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس ايف سوتيران في حوار مع وكالة تونس أفريقيا للأنباء.

وفي تقييمنا للوضع الوبائي في البلاد، فإن تونس كانت محظوظة بالتحرك في وقت مبكر واتخاذ الاحتياطات في العلاقة بكوفيد 19، حيث إن الحجر الصحي قبل شهر يمثل مرحلة دقيقة في التصرف في الوباء.

من جهته تحدث ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس «ايف سوتيران»، عن فرص نجاح تونس خلال هذه المرحلة الثانية في التعاطي مع الوباء، قائلاً، «إنّ تونس قادرة على رفع هذا التحدي، إذا ما تمّ احترام الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل الحكومة ومواصلة العمل على تحديد الأشخاص الحاملين للفيروس وتقصي شبكات علاقاتهم مع إلزامية احترام الحجر الصحّي للمصابين ولمخالطيهم في المؤسسات المخصصة للغرض لكسر سلاسل العدوى خاصة في محيطهم العائلي».

مؤشرات مطمئنة:

وتحدث المسؤول الأممي عن مؤشرات مطمئنة، حيث لم يتم تسجيل سوى أكثر بقليل من ألف حامل للفيروس (1032 حالة)، إضافة إلى آخرين من المؤكد، حسب رأيه، أنّه لم يتم إحصاؤهم ومستشفيات كانت مخصصة للكوفيد، عادت لنشاطها المعتاد على غرار الرابطة.

وأوضح قائلاً: بما أنّ البلاد لم تواجه موجة قوية من المرض، فقد أتاح ذلك المجال للحكومة للاستعداد الجيّد مُبّكراً، وذكّر بالإجراءات المهمة التي تم اتخاذها منذ نهاية شهر يناير 2020 على مستوى منافذ العبور (المطارات والموانئ) إلى تونس، للتفطن للحالات الإيجابية الحاملة لفيروس كورونا.

وأوضح أنّ منحى الإصابات في تونس كان بطيئاً مقارنة بعديد دول العالم الأخرى التي كانت تشهد تضاعف عدد الحالات المسجلة كل يوميْن أو ثلاثة، باستثناء بعض المناطق كتونس الكبرى ومدنين وقبلي والتي برزت فيها بؤر للعدوى.

Email