أحلام صغيرة

حسن وعصام.. طفلان حلمهما العودة إلى البيت

حسن العطية

ت + ت - الحجم الطبيعي

نزح حسن العطية مع عائلته الصغيرة من قرية معرشورين القريبة من بلدة معرة النعمان، ظن أبوحسن أن الرحيل قصير وأن العودة قريبة، لكن مع مرور الأيام بات حسن يحن إلى البيت القديم في القرية.معرشورين، تلك القرية التي شهدت مواجهات عنيفة بين الجيش السوري والمسلّحين، تحوّلت إلى دمار كامل، ذلك أن الحرب لم تترك الأشياء كما هي عليه، وأبت إلا أن تدمر كل شيء.

يوميات قاتلة في هذا المخيم (معرة مصرين)، فلا خدمات ولا عمل ولا خيمة آمنة. شتاء قارس وصيف لاهب، بدأ منذ الآن يطل بحرارته على المخيمات، التي أصبحت تصدر الحرارة كونها خيماً بلاستيكية.

حسن الذي لا يتجاوز السابعة من العمر، يتمنى أن يعود إلى قريته، وأن يرى العائلة على مائدة رمضانية، وأن يهجر الخيمة الزرقاء التي- بالكاد- تتسع لعائلته المكونة من أربعة أشخاص، صحيح أنه لا يصوم رمضان بحكم سنّه، إلا أنه يسمع أحاديث رمضان من والديه، ويتوق إلى أن يدخل تجربة الصيام، ويقول: إذا كان الصيام ألا نأكل فنحن هنا قليلاً ما نأكل.

ألعاب العيد ما زالت مرتبطة بذاكرة حسن، وهو يربط رمضان بالعيد معاً، إذ يأمل أن يزور الملاهي البسيطة التي كانت في القرية، وأن تعود الحياة إلى ما كانت عليه من قبل.

يقول حسن: هنا نعيش في بعض الأحيان على وجبة واحدة، وفي أفضل الأحوال على وجبتين، فلا يوجد هناك من يقدم لهذا المخيم أية مساعدات، حتى المنظمات الإغاثية لم تعد قادرة على تحمل نفقات المخيم، والآن يفكر والدي بالعودة إلى البيت مهما كان مدمراً، ربما نستطيع العيش هناك أفضل من حال القرية، وأن نعيش أيام رمضان في بيتنا، فالجيران وأهل الخير دائماً ما يساعدون في رمضان.

الاسم: حسن العطية

البلد: سوريا

المحافظة: إدلب

عصام الرمال

حال الطفل حسن العطية ليست الوحيدة في بلاد مزقتها الحرب. فالطفل عصام الرمال كل أحلامه أن يجتمع هو والعائلة على مائدة رمضان. عصام، الذي نزح من قرية مصيبين في ريف إدلب الجنوبي بسبب الحرب، أصبح مشرداً في في أحد المخيمات ببلدة معرة مصرين في إدلب. يقول عصام لـ«البيان»: أصبحنا سكاناً أصليين في هذا المخيم، لدينا أصدقاء وجيران وأطفال نلعب معهم يومياً، لكننا لا نشعر أن في هذه الخيمة راحتنا.

المدرسة والأستاذ وطاولة الدراسة أصبحت من الماضي بالنسبة لعصام، ففي هذا المخيم الحديث، لم يسعف الوقت المنظمات لجلب مدرسين أو بناء خيمة خاصة بالتدريس، وفي بعض الأحيان يقوم شاب من المخيم بجمع الأطفال في مبادرة شخصية لتعليمهم بعضاً مما فقدوه في المدرسة.

لكن عصام، ما زالت عالقة في ذهنه السبورة والأستاذ والأطفال الأصدقاء الذي يتمنى العودة إليهم بأسرع وقت ممكن. اختتم اللقاء عصام بأحلام العودة إلى كل شيء في قريته، وأن يقضي أيام العيد بين جيرانه وأن يودع حياة الخيمة.

الاسم: عصام الرمال

البلد: سوريا

المحافظة: إدلب

Email