تقارير « البيان»

«كورونا» يدفع للابتكار.. سوري يطلق «زراعة بلا تربة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قرر مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة في البلد، وعدم انتظار الوظيفة التي لن تأتي، فابتكر الحل وأوجد مشروعه الخاص بقليل من المال ودون الحاجة لاستئجار أي عقار لأن مقر عمله الجديد هو سطح منزله.

وفي ظل الظروف الصعبة في سوريا، والتي زادتها تحديات فيروس كورونا، أطلق الشاب عبد الرحمن المصري، مشروعاً زراعياً يعتمد نظام الزراعة المائية على سطح منزله الكائن في ريف دمشق، وأصبح يأمل اليوم أن يوفر له أطناناً من الخضار سنوياً مصدرها 1200 شتلة مزروعة في 65 متراً مربعاً.

لم تنجح الفكرة من أول مرة بل احتاجت لعمل وتدريب استغرق حوالي العامين من وقت طالب الهندسة المدنية، ولكن النتيجة كانت أفضل مما توقع وربما مما خطط، ويشرح بأن فكرته بدأت عام 2018، خلال بحثه عن فرصة عمل تساعده على تحمل تكاليف الدراسة والتنقل، لكن الخيارات أمامه كانت محدودة والعائد غير مجدي، مقارنة مع ساعات الدوام وأجور التنقل، وهنا قرر الاستفادة من اهتماماته بالزراعة والتخطيط لعمل خاص به، وبدأ البحث عن التقنيات الجديدة المستخدمة بالزراعة والتي يمكن الاعتماد عليها للبدء بالمشروع، وبعد البحث والاطلاع توصل لنموذج أولي، طوره وعالج عيوبه إلى أن تمكن من بناء نموذج وفر له كمية ممتازة من الخس مع طعم مميز، واستمر بالتجريب والمحاولة حتى شعر بأن المشروع يمكن أن يطبق على أرض الواقع، وحصل على أول منشأة زراعية من تصميمه.

تعتمد منشأة المصري على نظام الزراعة المائية (هيدروبونيك سيستم)، بحسب ما أوضح، يقوم هذا النظام على مبدأ وضع الشتلات الزراعة ضمن وسط بديل عن التربة كي تتم حماية جذر النبات، وليحافظ على رطوبته، ثم يُمرر المياه بعد إضافة أسمدة بنسبة معينة للمياه على الجذور، كي يمتص النبات هذه الأسمدة وتعود المياه بعدها للخزانات من خلال دورة مغلقة، وبهذا الأسلوب يوفر 70 % من الماء المستخدم بالطرق التقليدية، كما توفر بالأسمدة المستخدمة لأنها توضع بنسبة معينة تكفي حاجة النبات، ومن إيجابيات هذه الطريقة إمكانية الزراعة الطابقية التي تساعد على زراعة النباتات ضمن طوابق فوق بعضها، وبالتالي يزيد الإنتاج عشرة أضعاف عن الطرق التقليدية بالزراعة.

يختم عبد الرحمن ( 23 سنة) بأنه صنع مشروعه بالكامل بيده من الألف للياء دون الاستعانة بأحد، ولم يتجاوز العمر الزمني للمشروع 45 يوماً.

Email