في زمن كورونا.. عادات قديمة عادت لدى السوريين

ت + ت - الحجم الطبيعي

على عجل جهزت عائلة سالم حاجاتها وهدية رمضان قبل التوجه لمنزل قريبهم، فهذا العام لن يكون هناك إفطار من دون سحور ونوم عند صاحب الدعوة، فالسلطات السورية منعت الحركة من بعد الساعة السابعة والنصف؛ أي بعد أذان المغرب بربع ساعة، وحتى السادسة صباحاً.

يخبرنا سالم وهو موظف حكومي بأن فيروس كورونا هذا العام غير العادات التي كانت سائدة، وربما أحيا العادات القديمة ما قبل التكنولوجيا والسيارات، ويتابع إن العائلات القديمة كانت معتادة فكرة النوم مع الزيارة ولكن الأمر تغير في الفترة الراهنة وخاصة بعد انتشار السيارات ووسائل النقل العامة، حتى جاء الفيروس الجديد فأعاد الأمور لما كانت عليه.

ويشرح بأن رمضان لهذا العام له وضع خاص والجميع تكيف معه حيث التفنن في إعداد الوجبات والحلويات، فالسهرات توقفت وزيارات الإفطار شبه معدومة اليوم، فالنوم عند الآخرين غير ممكن إلا مع المقربين جداً، ولهذا ستقتصر زياراته على زيارتين لا أكثر ودعوة واحدة في منزله، وبقية أقاربه عايدهم عبر الهاتف وخاصة أن الريف معزول اليوم عن العاصمة بحكم الحجر الصحي المفروض من قبل الحكومة.

ومن جانبها، توضح ليلى وهي سيدة سورية من حلب، أنها استغلت فرصة السماح بالسفر بين المحافظات التي أعلنتها الحكومة قبيل رمضان، وسافرت لعائلتها المقيمة في تلك المحافظة. وتضيف إنها في الماضي كانت تزورهم عدة أيام فقط خلال الشهر الكريم، ولكن في هذا العام اضطرت لتمضيته بالكامل عندهم، فهي لا تتخيل رمضان من دون اجتماع العائلة. واعتاد السوريون في شهر رمضان، زيارة المساجد لتأدية صلاة التراويح بشكل جماعي، ولكن هذا العام أُغلقت أبواب دور العبادة خوفاً من انتشار الفيروس، ما دفعهم لتأديتها في المنزل.

Email