خبير آثار يكشف لـ«البيان» حقيقة وجه «أبو الهول»

أثار علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، الجدل بتصريحات عن بناء الأهرامات، رجح فيها أن النبي إدريس هو من بدأ البناء وأن تمثال أبو الهول الشهير تجسيد له.

«هناك قرائن تساعد على هذا التصور، من ضمنها أن بناء أبو الهول سابق على بناء الأهرامات»، هذا ما قاله مفتي الجمهورية السابق في مصر، علي جمعة، لدى حديثه عن كون نبي الله إدريس -عليه السلام- قد علَّمَ المصريين القدماء بناء الأهرامات، وأن تمثال «أبو الهول» الشهير ما هو إلا تجسيد له. وهي الرواية التي نفاها خبراء آثار، مشككين في صحتها، على اعتبار أنه لا توجد أي شواهد تاريخية أو مراجع تثبت ذلك.

ويرجح أن يكون تمثال «أبو الهول» قد تم تشييده تجسيداً للملك خفرع (باني الهرم الثاني من أهرامات الجيزة). ومن المعتقد أنه كان محجراً قبل تفكير خفرع في نحته على شكل تمثال. وتختلف الآراء حول من يمثله التمثال الذي هو بجسم أسد ورأس إنسان. فيما يذهب آخرون لاعتبار أنه يجسد الملك خوفو (باني الهرم الأكبر) على اعتبار أن وجهه يشبه تمثالاً للملك خوفو.

فيما ذهب جمعة، في حديث تلفزيوني له، إلى أن «هناك أقاويل تشير إلى أن نبي الله إدريس،هو نفسه أوزوريس الذي تتحدث عنه البرديات الفرعونية». وأوزوريس هو رئيس محكمة الموتى عند قدماء المصريين.

وينفي خبير الآثار، سيد حسن، تلك الرواية، ويقول إنه لا توجد مراجع تاريخية بهذا الشأن، والثابت أن تمثال أبو الهول يأخذ شكل الملك خفرع (باني الهرم الثاني بالجيزة)، والذي قام بنحته.

وأوضح أن «منطقة الجيزة الآن كانت قديماً بالنسبة لقدماء المصريين جبانة لدفن ملوك الفراعنة، وكان - حسب معتقدات المصري القديم - لكل جبانة حارس عليها.. وكان المصري القديم يستخدم الحجر الجيري في نحت التماثيل، سواء من منطقة هضبة الهرم أو من منطقة المقطم أو محاجر طره، وكانت الجيزة تمتاز بنوعية أحجارها، فيما وجد الملك خفرع صخرة صلبة هناك، ففكر في أن يتم تشكيلها بمكانها، فتم تشكيلها على هيئته».

وأردف: «تمثال أبو الهول يمثل حامي الجبانة.. والشكل (جسم أسد ورأس إنسان) هو أساساً تمثيل مصري قديم لشكل الملك أو الحاكم، الذي يتمتع بقوة جسدية هائلة وكذلك قوة عقلية، فكان الحكام يجمعون بين القوتين في تصورهم، وفي الأزمنة القديمة عموماً».

وأوضح أن ربط «أبو الهول» بأحد الأنبياء لم يذكره أي مرجع تاريخي.

ولا يمكن الجزم لما ترمز إليه هيئة تمثال «أبو الهول»، وذلك طبقاً لما يؤكده أستاذ الآثار، الدكتور عماد إدريس، من منطلق اختلاف التفسيرات، ولكونه نُحت في عهد الملك خفرع، وقد قيل إنه يرمز إليه، ولا يمكن الجزم بهذا الأمر بشكل مطلق، لكنه لم يرد أن التمثال تشبيه أو تجسيد لأي من الأنبياء.