«كورونا» يصعّد هجومه في دول العالم

عمليات رش وتعقيم في شوارع موسكو | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتسارع تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة، حيث تخلّى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن فكرة عزل ولاية نيويورك، ويواصل انتشاره في أوروبا التي تسجّل ثلثي عدد الوفيات في العالم، في وقت أعلنت إسبانيا أمس وفاة أكثر من 800 شخص خلال 24 ساعة، في عدد قياسي جديد، فيما تجاوز عدد الإصابات عالميا 686 ألفا وتجاوز عدد الوفيات 32 ألفا، مع تماثل قرابة 147 ألفا للشفاء.

ولا يزال أكثر من 3 مليارات شخص معزولين بمنازلهم، ما يمثل حوالي 43% من سكان العالم. وبين أول من أمس وأمس، سجّلت إسبانيا 838 وفاة بكورونا خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية قياسية جديدة لليوم الثالث على التوالي. وستشدد إسبانيا التي باتت تعدّ أكثر من 6500 وفاة، تدابير العزل السارية منذ منتصف مارس.

إيطاليا تأمل

ومنذ أول من أمس، بلغ عدد الوفيات في إيطاليا، أكثر من 10 آلاف وفاة. وبدأ الحجر المنزلي يعطي أولى نتائجه في إيطاليا حيث يتواصل تباطؤ انتشار العدوى. وقال مسؤول الصحة في لومبارديا، المنطقة الأكثر تضرراً في شمال البلاد، جوليو غاييرا «نسجل في جميع أقسام الطوارئ انخفاضاً في توافد المرضى. وفي البعض منها، يكون (التوافد) طفيفاً، وفي أخرى أعلى بكثير».

على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، يتسارع تفشي الفيروس كثيراً. فقد تضاعف عدد الوفيات في الولايات المتحدة منذ الأربعاء وتجاوز عتبة الألفين. وسجلت الولايات المتحدة، أكثر من 125 ألفاً، نصفها في نيويورك التي طرح ترامب أن يفرض عليها وعلى مدينتها الكبرى الحجر الصحي وكذلك على ولاية نيوجيرسي المجاورة لها، قبل أن يتراجع. وأصدرت مراكز مكافحة الأمراض، الهيئة الصحّية الوطنيّة، بياناً قالت فيه إنها «تناشد سكان نيويورك ونيوجرزي وكونيتيكت تفادي أي تنقلات غير أساسية خلال الأيام الـ14 المقبلة مع دخول هذا الإجراء حيز التنفيذ فوراً». وأعلنت الولايات المتحدة السبت وفاة طفل عمره أقل من سنة في ولاية إيلينوي، هو أصغر الضحايا سناً.

وتواجه فرنسا (2314 وفاة بينها 319 في الساعات الـ24 الأخيرة) تدفق المرضى إلى المستشفيات ونقصاً في المعدات. وقدمت الحكومة الفرنسية طلباً بمليار قناع حماية وتعتزم رفع عدد الأسرّة في أقسام الإنعاش في المستشفيات من خمسة آلاف إلى 14 ألفاً.

ويتسارع انتشار الوباء في المملكة المتحدة حيث تخطّت الحصيلة 1228 وفاة مع تسجيل 260 وفاة جديدة خلال يوم واحد. وحذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون «نحن نعلم أنّ الأمور ستّتجه إلى الأسوأ، قبل أن تبدأ بالتحسّن»، داعياً المواطنين إلى الالتزام بتعليمات الحجر المنزلي.

وفي روسيا، قال سيرغي سوبيانين رئيس بلدية موسكو إن تفشي كورونا دخل مرحلة جديدة مع تجاوز إجمالي حالات الإصابة في العاصمة الروسية 1000 حالة واستمرار كثير من سكان المدينة في الخروج رغم مناشدتهم البقاء بالمنازل. وأغلقت السلطات في موسكو المحال التجارية وأماكن الترفيه.

وقال سوبيانين عبر موقعه بالإنترنت إن ما لا يقل عن 52 ألفاً خرجوا إلى حدائق المدينة وقام كثير من المسنين برحلات طويلة عبر شبكة النقل العام الواسعة بالمدينة. وأضاف «الوضع المتعلق بانتشار فيروس كورونا دخل مرحلة جديدة، سجلت موسكو بالفعل أكثر من 1000 حالة إصابة بالمرض. ليس هناك أحد آمن». وبعدما كانت آخر بلد كبير لم يتخذ أي تدابير حجر منزلي معمم بعد، أعلنت روسيا أنها ستقيّد الحركة عبر حدودها اعتباراً من اليوم الاثنين. وفي الدول الأكثر فقراً ولاسيما في إفريقيا، من الصعب تطبيق تدابير الحد من التنقلات التي تثير موجة نزوح من المدن، ولاسيما في كينيا ومدغشقر.

تزايد في إيران

وطلبت السلطات الإيرانية من المواطنين البقاء في العزل وحذّرت من أن القيود على التنقل ستُمدد، في وقت سّجلت 123 وفاة إضافية في 4 ساعات في البلاد، وهي إحدى الدول الأكثر تأثراً في العالم مع أكثر من 2600 وفاة.

أما الصين، منشأ الوباء، التي يبدو أنها تمكنت من وقف تفشي المرض على أراضيها، فقد أغلقت موقتاً منذ السبت حدودها أمام معظم الأجانب وحدّت بشكل كبير من رحلاتها الدولية لمنع عودة الفيروس من خلال إصابات «مستوردة».

Email