تقارير «البيان»

تمديد سلام السودان..الأزمة في التفاصيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنفس السودانيون الصعداء، بعد انتصار ثورتهم في 11 أبريل الماضي، بإسقاط نظام الإخوان، بقيادة الرئيس المخلوع عمر البشير، فيما لا تزال آمالهم معلقة في تحقيق السلام الشامل، الذي طال أمد مفاوضاته، وتجاوز السقف المضروب، بعد التمديد للمرة الثانية، إذ تتقدّم المفاوضات التي تستضيفها عاصمة دولة جنوب السودان جوبا، خطوة، وتتراجع أخرى، رغم التفاؤل الذي يسود المتفاوضين.

ويؤكد عضو في مجلس السيادة لـ «البيان»، أنّ تمديد أجل المفاوضات، يشكل خصماً على الفترة الانتقالية، ويرجع التمديد لأجل التفاوض، إلى وجود تفاصيل يتم التعامل معها بجدية من قبل الحكومة، مناشداً قادة الحركات المسلحة تسريع الخطى، لا سيّما أنّ هناك حالة تفاؤل سادت خلال الفترة الأولى من المفاوضات، بعد حسم جملة من القضايا التي كانت عالقة لمدة ثماني سنوات، في ما يلي الملف الإنساني والقضايا الإطارية خلال 48 ساعة الأولى.

ومع القلق الذي ينتاب السودانيين، جراء ارتباط قضية السلام بثورتهم، إلّا أنّ الوساطة الجنوب سودانية، لا تزال تبث رسائلها التطمينية باقتراب تحقيق السلام الشامل، إذ أكّد رئيس لجنة الوساطة، توت قلواك، أنّ التوقيع على اتفاق السلام بين الحكومة والجبهة الثورية السودانية، بات قاب قوسين.

احتفال وشيك

وقال قلواك عقب جلسة التفاوض، والتي ناقشت ملف الثروة إنه، وفي القريب العاجل، سيحتفل شعبنا السوداني باتفاق السلام الشامل في جوبا، مؤكّداً أنّ عام 2020، سيكون عاماً للسلام للبلدين.

ولفت إلى اكتمال مناقشة كافة الأوراق المتعلقة بمسار دارفور، وأنّه تبقت فقط جلسة واحدة لمناقشة القضايا، معلناً انطلاق جلسات التفاوض في الترتيبات الأمنية المتعلقة بمسار دارفور.

وأضاف: «بانتهاء التفاوض حول ورقة الترتيبات الأمنية، نكون قد استعددنا للتوقيع على السلام الشامل مع الجبهة الثورية»، فيما لم يراوح التفاوض مع زعيم الحركة الشعبية شمال، عبد العزيز الحلو، مكانه، غير أنّ رئيس الوساطة، أكد أنه سيلتحق بالمفاوضات في القريب العاجل، لاكتمال حلقات السلام.

مماطلة

وبدا الباحث السياسي، محمد علي فزاري، أقل تفاؤلاً بإنجاز ملف السلام في الموعد المحدد. وقال فزاري لـ «البيان»: «التوقيع على السلام، تجاوز السقف الزمني المحدد له، وهو الستة أشهر الأولى من عمر الفترة الانتقالية»، مرجعاً ذلك إلى ما أسماه التأخير في المسارات، والمماطلة من بعض حركات الكفاح المسلح، وعدم الجدية التي كان ينبغي أن يتحلى بها طرفا العملية.

Email