أرشيفية

مجزرة الحرم الإبراهيمي.. جرح ما زال ينزف

لا تزال الصورة الدموية ماثلةً في الأذهان، حاضرة في المكان والزمان، ترفض مغادرة الذاكرة بتفاصيلها الضبابية السوداء.

فقبل 26 عاماً، وقعت واحدة من أبشع المجازر الإسرائيلية في القرن العشرين، ففي شهر الصيام والقيام، نادى مؤذن الحرم الإبراهيمي «الصلاة خير من النوم»..

توافد الفلسطينيون إلى الحرم لأداء صلاة الفجر، اصطف المصلون خلف الإمام، وفي اللحظة التي تلت قراءة آيات من سورة السجدة خرّ المصلون سجداً لربهم، يباغتهم المجرم باروخ غولدشتاين، ويفتح رشاشه على المصلين الساجدين، بعد أن ملأ سلاحه بالرصاص، وقلبه بالحقد على الساجدين، ويغرق سجاد الحرم بدمائهم الزكية، وكانت 111 رصاصة، استشهد 30 فلسطينياً.مفاجأة

تظهر وقائع المجزرة التي ارتكبت فجر الجمعة 25 فبراير 1994، أن الجريمة كانت منظمة وبتخطيط مع جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يتولى السيطرة على المسجد ومحيطه، لاسيما أنها جرت بعد مرور بضع ساعات على تهديدات قائد المنطقة للشهيد جميل جبريل النتشة مؤذن المسجد الإبراهيمي في حينه والذي استشهد في ذات المجزرة أن مفاجأة قادمة تنتظرهم.

ويروي كمال عابدين أحد جرحى المجزرة لـ«البيان» كيف أصيب في ذلك اليوم بعد أن أصابته رصاصة بعنقه غيبته عن الوعي 6 أشهر متتالية، نتيجة بتر أصاب الحبل الشوكي، أدى إلى إصابته بشلل نصفي.

ويتابع «استيقظت بعد ستة أشهر من غيبوبتي وكنت أرقد على سرير العلاج في مدينة الحسين بالأردن، وحسبت نفسي غبت عن الوعي فقط لساعات».

50 شهيداً

هجم المصلون على القاتل ولم يتركوه حتى نزعوا روحه الخبيثة من جسده النجس، وفي اليوم التالي ازدادت حدة التوتر في المدينة بعد أن أطلق جنود الاحتلال الرصاص على الأهالي أثناء تشييع جثامين أبنائهم، فاستشهد عدد منهم، وسجل في دفتر مجزرة الحرم الإبراهيمي خمسون شهيداً.

وأغلق الاحتلال الحرم لشهرين قبل أن يقسمه الاحتلال، قسم للمسلمين وقسم للمستوطنين اليهود، فكانت تلك مكافأة للمجرم غولدشتاين على ارتكابه الجريمة.

الأكثر مشاركة