لبنان

استرداد الأملاك العامّة بالموسيقى و«الغرافيتي»!

طفلان يلهوان على أحد شواطئ بيروت | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت شعار جملة معبّرة «لأنهم يريدون أن يروا البحر، لم نعد نرى السماء»، خطّتها يوماً الرسّامة اللبنانيّة جنى طرابلسي وأرفقتها برسم تخطيطي جعلها عملاً فنياً، تترقّب بيروت انطلاق حملة «مشاع»، مجدّداً، لاسترداد الأملاك العامة، في حفل فنّي - ثقافي ولقاء توعوي، إذ يقدّم «أصحاب الحقوق في وسط بيروت» عروضاً بصرية وأفلاماً وثائقية عن حقوقهم، وعروضاً موسيقيّة ومسرحيّة، إضافة إلى طباعة على الثياب ورسوم غرافيتي.

واستناداً إلى «المادة 210» من قانون الملكية العقارية والتي تنصّ على أن «الأراضي المكتسبة من البحر والغدران والمستنقعات تكون من أملاك الدولة»، فإنّ المطالبة باسترداد الأملاك البحرية هي الخطوة الأولى على طريق مطالبة الحملة باسترداد الأملاك العامة النهريّة إلى جانب الاهتمام بالحدائق العامة أو فتْح تلك المغلقة في وجه العامّة.

ويتسلّح الناشطون بالقانون اللبناني، الذي يؤكّد حقّ أيّ مواطن بالوصول إلى البحر. وإذ «يصعب استرجاع ما تمّ تدميره وسط بيروت، بما في ذلك ردْم البحر الذي تسبّب بأضرار بيئية وإيكولوجية لا يمكن إصلاحها»، وفق بيان الحملة، إلا أنّه «من حقّ كلّ لبناني، وحقّ الأجيال المقبلة من اللبنانيين، استعادة وسط مدينتهم بعيداً من المصالح الربحيّة الخاصة».

وفي الانتظار، يشار إلى أنه، وخلال شهر مايو من العام 2014، وبعد السور الحديدي الذي رفِع عند الكورنيش، محدّداً المساحة العقاريّة من قبل «المالكين» والشركات الاستثمارية، جرى تسييج دالية الروشة على شاطئ بيروت بالأسلاك الشائكة.

حينها، عمد بعض الناشطين إلى رسم مجسّمات على هذه الأسلاك لأشخاص يتسلّقونها ويجتازونها، في سياق حملة «ارفعوا ورشتكم عن روشتنا»، للمطالبة برفع السياج الشائك الذي زنّر الدالية من حدود الكورنيش مع المقاهي المطلّة على صخرة الروشة إلى مدخل فندق «موفنبيك»، ووجّهوا رسالة واضحة إلى من يهمّهم الأمر: «هذه الساحة لنا. مكان عام.. وسوف نبقى هنا». وهناك رسم الناشطون، بالأشرطة الملونة، أجساد أطفال يلعبون ويقفزون في بحر الدالية، وكتبوا: «هذا البحر لي».. وحتى الآن، لا تزال المجسّمات مكانها، لم تعبر الأسلاك ولم تدفع أحداً إلى انتزاع حقّ العبور نحو الجزء الرئيسي من ذاكرة الناس وتاريخ المدينة.

Email