قصة خـبرية

الرقيب طارق اغتاله إجرام بلا رقيب

طفلا الشهيد طارق بدوان وعائلته | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تذوّق الطفلان تيم (4 سنوات)، وآرام في عامها الأول، طعم اليتم مبكراً، إثر استشهاد والدهما الرقيب أول في جهاز الشرطة الفلسطينية الخاصة طارق بدوان (25 عاماً)، والذي قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بوحشية، أثناء تواجده في مكان عمله بمدينة جنين، بينما كانت قوات كبيرة من الجيش تقتحم المدينة في ساعات الفجر الأولى، لهدم منزل أسير في سجونها.

كان بدوان، يعدّ حقيبته عشية عطلة نهاية الأسبوع، كي يتوجه صبيحة اليوم التالي إلى بلدته عزون قرب مدينة قلقيلية، ومن المؤكد أنه تواعد مع أصدقائه على اللقاء في حقول البلدة أو حاراتها، ولربما تواعد مع آخرين من أقاربه للاستمتاع معاً في العطلة، ومن البديهي أنه كان يحلم بأن يضع حقيبته الثقيلة جانباً، لمجرد وصوله إلى منزله، كي يتناول وجبة غداء شهية.

ولكن شاء القدر أن يودّع طارق عائلته وأصدقاءه وأرض عزون التي يحاول الاحتلال سلبها لتوسيع مستوطناته عليها، بعد أن حاصرها بالبوابات الحديدية والشوارع الالتفافية، حيث تشهد البلدة انتفاضتها الشعبية منذ بضع سنوات، رفضاً لممارسات الاحتلال ضد أهلها.

ارجع يمّا

كانت والدة طارق في زيارة لأقاربها بالأردن، عندما رنّ هاتفها المحمول فجراً، ليخبرها نجلها الأكبر نصر الدين، أن طارق أصيب برصاص الاحتلال، لتسلك طريق العودة على غير هدى، بيد أن الساعات الست التي أمضاها نجلها في غرفة العمليات، لم تسعفها لوداعه، فما إن وصلت إلى بلدة عزون، حتى وجدت جثمانه مسجّى، وملفوفاً بعلم الوطن.

كانت الوالدة تمنّي النفس بسماع خبر يكذّب شكوكها، غير أن عدم الرد على مكالماتها طوال الطريق، واحتضان النسوة لها لحظة وصولها والدموع في أعينهنّ، وسماعها عبارات من قبيل: «شدّي حيلك» و«كلنا أولادك» كل هذا جعلها تتيقّن بأن طارق رحل ولن يعود، لتصرخ: «طارق يا حبيبي ارجع يمّا.. جيت أشوفك».

نعم الجار

أضاف لـ«البيان»: ما زلنا كأصدقاء لطارق، نتذكره في أحاديثنا وجمعاتنا، كان نِعمَ الجار، وقد بنى بيتاً جديداً وسكنه منذ مدة قصيرة، ولكن الاحتلال لم يمهله طويلاً، فسارع إلى قتله بدم بارد.

Email