تقارير «البيان»

سراقب.. مدينة «الترانزيت» تترقب المجهول

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليست سراقب بالمدينة الموغلة في التاريخ، ولا الموقع الذي داعب خيال الإمبراطوريات العابرة على سوريا ليجعلوا منها مدينة أثرية يبنون عليها القلاع، لكنها مدينة «الترانزيت» بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي في الشمال السوري حيث يتفرع منها الطريق الرئيسي القادم من حلب، إلى مسارين، الأول يكمل مساره إلى دمشق، وهو الخط الدولي الذي يصل سوريا بدول الخليج العربية، والآخر يتجه إلى الساحل السوري.

تأخذ سراقب اليوم مهمة «الترانزيت» أيضاً، إلا أنه قد يكون ترانزيت طويل الأمد، إذ إنّ الصراع العسكري على المدينة بات حدث الساعة، على غرار مناطق أخرى مثل القصير والغوطة وحلب الشرقية والباغوز والتي استحوذت كل منها على واجهة الأحداث في فترة ما.

مرت سراقب الواقعة على أطراف ريف إدلب بمراحل متعددة منذ بداية الأحداث في سوريا، إذ سيطر ما يسمى الجيش الحر في بداية الأحداث على المدينة، فيما انسحبت منها القوات السوةرية والأجهزة الأمنية في فترة اضطراب كبيرة في بدايات الأحداث في سوريا.

حسم صراع

وسرعان ما اتخذ تنظيم داعش من سراقب مركزاً لاستقبال عناصره القادمين من تركيا، لتصبح المدينة بعد فترة وجيزة ساحة اقتصادية للتنظيم، إذ شهدت المدينة أكبر معارض السيارات في سوريا أواخر 2014، وأصبحت مركز استيراد السيارات الأوروبية القادمة من تركيا، ومركزاً لبيع كل السيارات، ليجني «داعش» ثروات ضخمة. وحسم الصراع بين التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري في العام 2017 لصالح جبهة النصرة.

ترقّب وهلع

وتعيش سراقب اليوم حالة من الترقب والخوف والهلع من مصير قد يشبه مصير حلب الشرقية أواخر 2016 عندما دمرت المدينة، أو مصير بلدة الباغوز التي كانت آخر معاقل تنظيم داعش، فيما يبقى مصير سراقب مرتبطاً بالتفاهمات الدولية والإقليمية، إذ إنّ الجيش السوري عازم على تحرير المدينة من الفصائل والقوى المتطرّفة، فيما يعزّز الجيش التركي من وجوده في قلب المدينة منعاً لتقدم الجيش، فيما تصر روسيا على استعادة كل هذه الأراضي إلى سيادة الدولة السورية. تدور كل هذه الصراعات حول المدينة التي أخذت دور الـ«ترانزيت»، وآن الأوان لحسم مصيرها دون أن تشهد حركة نزوح وتشرّد.

Email