قصة خبرية

جمانة تحظى بعناق والدها بعد «يتم» 18 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لحظات عصيبة مرت بها الشابة جمانة أبو جزر (19 عاماً) وهي تنتظر الإفراج عن والدها من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد اعتقال دام 18 عاماً، أمام معبر «بيت حانون» شمال قطاع غزة، فهذه اللحظات ستنهي معاناتها الطويلة من دون أب أو أم، فتارة تمشي في الممر الذي يصل منه العائدون للقطاع، وتارة تجلس وتهز بأرجلها من شدة التوتر خوفاً من أن يفسد الاحتلال فرحتها مرة أخرى.

وعلى أحر من الجمر تنتظر جمانة والدها الأسير علاء أبو جزر، فطوال حياتها عاشت يتيمة الأبوين، تنتظر اللحظة التي تنهي فيها عذابها وتسجل حياة جديدة برفقة والدها، لتطوي سنوات الأحزان.

اعتقل والد جمانة عندما كانت في أشهر حياتها الأولى، على معبر رفح عندما كان عائداً من رحلة علاج مع والده، ومن يومها لم تشاهده جمانة سوى مرة واحدة في السجن عام 2014. عاشت حياتها وكبرت بفرحة منقوصة بعدم وجود والدها، تبعه وفاة والدتها بعد عام من ولادتها، لتعيش في كنف عمها لفترة، إلى أن ارتقى شهيداً، فعاشت باقي حياتها في أحضان جدها وجدتها، ثم بقت وحيدة مع جدتها بعد وفاة جدها.

درست واجتهدت وحفظت القرآن الكريم، وحصلت على معدل 92 بالمئة في الثانوية العامة، والتحقت في الجامعة بتخصص طب الأسنان. وبعد انتهاء محكومية والدها، استعدت لاستقباله، فارتدت الثوب الفلسطيني وزيّنت البيت واكتست شوارع حارتها في رفح بالفرحة، ورفعت الأعلام الفلسطينية، ونصبت خيمة الاستقبال.

سلطات الاحتلال أصرّت أن تنغص هذه الفرحة في يوم الإفراج عن علاء، حيث اتصل ضابط الشاباك الإسرائيلي بشقيق علاء، وأخبره أنه لن يتم الإفراج عنه، وعليهم إزالة خيمة الاستقبال وإلغاء مظاهر الفرح. خيّم حزن كبير على الأسرة بعد الاتصال، ومع ذلك أصر الجميع على تحدي الاحتلال وإبقاء خيمة الاستقبال، وفي اليوم الثاني أبلغ محامي الأسير ذويه أنه سيتم الإفراج عنه مساء اليوم التالي.

وبالفعل انتقلت الحشود إلى معبر إيرز لاستقبال علاء، فيما تسابق جمانة الزمن بالتحرّك داخل صالة الانتظار. وفي ساعات المساء، أطل علاء من السيارة الخاصة بنقل العائدين للقطاع على المعبر، لـ«تنقضّ» عليه جمانة، وتحظى بعناق طويل أبكى الحضور، قبل أن يحمله الشبان على الأكتاف. قالت لـ«البيان»: «اليوم أطوي أيام الحزن وأبدأ حياة جديدة برفقة والدي.. اليوم أمتلك من يملأ الدنيا في نظري، وأعيش مع والدي الذي حرمني منه الاحتلال 18 عاماً».

 

Email