تقارير «البيان»:

أردوغان «يجيّش الأقليات» طمعاً في ثروات ليبيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه ليبيا مخاطر التحول إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية بعد التدخل التركي السافر، وإنزال أنقرة جنودها في ميناء طرابلس وإشرافها على نقل آلاف المرتزقة من شمال سوريا إلى ليبيا. وفيما تتجه الأنظار إلى شمال غرب البلاد، حيث لا تزال الميليشيات تسيطر على مدن كطرابلس ومصراتة والزاوية، تخطّط تركيا وحلفاؤها لتحريك إرهابيين في الجنوب بهدف إشغال قوات الجيش الوطني بصراعات هامشية.

وكشف مركز أبحاث «نورديك نتورك ريسيرش» السويدي، المتخصص في مكافحة التطرف والإرهاب، عن مساعٍ تركية نشطة لاستمالة وتجنيد أبناء قبائل الطوارق في ليبيا، لاستخدامهم كوكلاء في الحرب التي تعمل تركيا على إشعالها في منطقة الساحل والصحراء انطلاقاً من ليبيا.

ووفقاً لتقرير صادر عن المركز، فإنّ خطة أردوغان لدعم الطوارق في ليبيا للاعتماد عليهم كوكلاء حرب، يشبه إلى حد كبير دعم تركيا للمجموعات المسلحة المتطرفة التابعة للقاعدة في سوريا ومن بينها جبهة النصرة، غير أنّ دعم أردوغان للعناصر المتطرفة من أبناء الطوارق في ليبيا قد يكون أشد خطراً من دعم المتطرفين في سوريا.

ويرى مراقبون، أنّ التدخل التركي في ليبيا لن يقف عند العاصمة طرابلس أو مصراتة، بل يسعى إلى السيطرة على كامل أرجاء البلاد، لكنه يدرك صعوبة الاقتراب من المنطقة الشرقية، ما يجعل من تركيزه منصبّاً على شمال غرب ليبيا والجنوب الشاسع قليل السكان والغني بالثروات. وأوضح المراقبون، أنّ الصراع بدأ يحتدم بين فرنسا وتركيا بعد اكتشاف باريس خطط أنقرة لمحاصرة نفوذها في شمال إفريقيا ودول ساحل الصحراء، من خلال إشعال حرب انطلاقاً من جنوب ليبيا يكون وقودها المرتزقة والإرهابيون وتيارات التطرّف المنتشرة في المنطقة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حاول الأسبوع الماضي تمزيق النسيج الاجتماعي في ليبيا عبر محاولاته استدرار تعاطف الأقليات مثل الأمازيغ والتبو والطوارق مع مشروعه الاستعماري الجديد، زاعماً أنهم ضحايا للجيش الليبي. ويواجه اردوغان عزلة دولية بسبب تدخّله في ليبيا وإرساله مرتزقة للقتال إلى جانب ميليشيات طرابلس، فضلاً عن إرساله بوارج حربية إلى ميناء طرابلس محملة بالعتاد العسكري لاستخدامه ضد قوات الجيش الوطني الليبي.

Email