إدلب ضحية الإرهاب والصفقات

عائلات تنزح من ريف إدلب جراء القتال | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ إعلان الجيش السوري معركة إدلب الكبرى بدعم من روسيا وبعض القوى الموالية منتصف يناير الجاري، بدت المعارك في ريفي حلب الغربي وإدلب الجنوبي في طريق مفتوح مفرّغ الصعوبات، إذ مضت العمليات العسكرية وفق المرسوم، إلى أن طرق الجيش السوري مدينة سراقب وأريحا، وأحكم سيطرته فيما بعد الطريق الدولي إم 4 وإم 5، ذي الأهمية الاستراتيجية لدمشق وروسيا لما لهما من أبعاد اقتصادية وسيادية، مع العلم أن العملية هي ترجمة عسكرية لما تم الاتفاق عليه في أستانا بين روسيا وتركيا وإيران.

ووسط التقدم العسكري للجيش السوري، وانكسار خطوط دفاع المعارضة المسلحة، يظهر السؤال الكبير في معركة إدلب، أين جبهة النصرة، وأين المدعو أبو محمد الجولاني من كل هذه المعارك، بعد أن صوّرت جبهة النصرة على أنّها القوة العسكرية الضاربة في الشمال السوري، وأظهرت إحدى القنوات التلفزيونية في أكثر من مرة الجولاني على أنه لاعب عسكري مهم على الخارطة السورية، ليكذّب الواقع ادعاءات هذه التنظيمات التي أجرمت بحق المدنيين من حلب والباغوز على يد تنظيم داعش الإرهابي، وأخيراً إدلب التي شهدت حركة نزوح تجاوزت 500 ألف مدني.

وتشير المعلومات إلى أنّ جبهة النصرة لديها أكثر من 10 آلاف مقاتل، فضلاً عن مقاتلي الجبهة التركستانية الذين يتنقلون ما بين جسر الشغور وجبال اللاذقية، إلا أن هذه القوات لم تشارك في أي من المعارك بسبب توجيهات أبو محمد الجولاني.

توريط

ويرى مراقبون عسكريون وناشطون في إدلب وريفها أن هيئة تحرير الشام انسحبت من مواقعها في إدلب، واعتبرت أنّ المعركة ليست معركتها، لتبقى هذه المناطق ساحة حرب بسبب توريط النصرة لها في المواجهة مع الجيش السوري، مشيرين إلى أن جبهة النصرة تخلت عن تلك المناطق من أجل تصفية بعض القوى التي كانت منافسة لها في المواجهة مع الجيش السوري وأمام الطائرات الروسية.

ويذهب خبراء عسكريون إلى أن هيئة تحرير الشام تتحمل 90% من المسؤولية على الوضع في إدلب وريفها وعن النزوح، وذلك عبر تحييدها كل السلاح الثقيل عن المعارك ومنع تداوله في القتال لأسباب ما تزال مجهولة، فضلاً عن مشاركتها الضعيفة في المعارك، بما يوحي بإشارات مريبة في هيئة تحرير الشام التي كانت تدعي القتال ضد الجيش السوري.

تسلّق

وأكد المقدم عبدالمنعم نعسان أن الجولاني وأمثاله كانوا ومنذ البداية ضد الشعب السوري، لافتاً إلى أن القتال كان يجب أن يكون ضد الجولاني لمنع تسلقه على أكتاف السوريين. بدوره، قال اللواء المتقاعد حاتم الراوي إن الجولاني سبب كارثة إدلب بما جرى من قتل وتدمير، مبيناً أن الجولاني سيختفي لفترة طويلة كونه كان أداة بيد جهات خارجية.

وتذهب المؤشرات إلى تقدم الجيش في إدلب، بموجب تفاهمات تركية روسية على بسط سيطرة الدولة على مناطق الشمال، فيما ذاب الجولاني وأعوانه، ليواجه المدنيون السوريون مصيرهم المأساوي.

Email