التدخّل التركي يُدخل الهدنة دهاليز الاحتضار

مقاتلو الجيش الوطني يحرّرون مناطق في محيط طرابلس من قبضة الميليشيات | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

سرّعت تركيا من تدخّلها العسكري في ليبيا، بنشر ضباطها على عدد من الجبهات، في ظل خروق الميليشيات للهدنة ومحاولة إفشالها، ما خلق نذر حرب في سماء طرابلس، وفيما رصد الجيش الوطني تحشيد الميليشيات والمرتزقة في مصراتة، تمهيداً لوأد الهدنة، دعا مجلس النواب الليبي إلى جلسة الاثنين المقبل، لمناقشة التدخّل التركي، داعياً المجتمع الدولي ورعاة مؤتمر برلين، إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه «الغزو التركي».

وعلمت «البيان»، من مصادر مطلعة في طرابلس، أنّ نذر الحرب باتت تلقي بظلالها على العاصمة الليبية، مع اتساع دائرة التجييش من قبل الميليشيات، مدعومة بالمرتزقة والإرهابيين.

وقالت المصادر، إنّ وصول الجنود الأتراك إلى طرابلس، يأتي في إطار الاستعداد للحرب التي قد تندلع في أي وقت ضد تمركزات الجيش الوطني في العاصمة وضواحيها، مشيرة إلى أنّ المرتزقة الذين نقلتهم تركيا للغرب الليبي، توزّعوا على عدد من الجبهات تحت إشراف ضباط أتراك.

رصد فرقاطة

في السياق، رصدت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول، قبالة السواحل الليبية فرقاطة تركية تواكب سفينة تقل آليات نقل مدرعة في اتجاه طرابلس، وفق ما افاد مصدر عسكري فرنسي، أمس. وأوضح المصدر، أنّ سفينة الشحن بانا التي ترفع العلم اللبناني رست في ميناء طرابلس، فيما أفاد موقع «مارين ترافيك»، بأنّ ان السفينة كانت تبحر بعد ظهر الخميس قبالة صقلية.

غزو تركي

إلى ذلك، أكّد الناطق باسم القائد العام للجيش الوطني، اللواء أحمد المسماري، وصول سفينة تركية محملة بأسلحة وذخائر وصواريخ مضادة للطائرات، إلى ميناء طرابلس، بحماية قطعتين بحريتين تركيتين.

وتساءل المسماري عن تقييم المجتمع والبعثة الأممية لهذا التدخل التركي، الذي أصبح علنياً، معتبراً ذلك خرقاً كبيراً للهدنة. وأضاف: «الغزو التركي بات واضحاً للجميع، عبر مطاري مصراتة ومعيتيقة والموانئ، حيث يتم نقل الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا عبر تركيا».

ولفت اللواء المسماري، إلى أنّ الجماعات المسلحة، تستغل المدارس لإقامة المرتزقة السوريين والأتراك فيها، وهناك إرهابيون تم وضعهم في معسكر العسة على الحدود التونسية الليبية، كما تم رصد إنزال مرتزقة في مصراتة، مشيراً إلى أنّ محاولات المرتزقة الأتراك، قصف قوات الجيش الوطني بالأسلحة الثقيلة بين الفينة والأخرى، تسبّب في أضرار بمنازل المدنيين في قصر بن غشير.

بحث تدخّل

في الأثناء، دعا مجلس النواب الليبي، إلى جلسة الاثنين المقبل في بنغازي، لبحث تطورات الأوضاع في البلاد، بعد التعدي التركي السافر على السيادة الليبية، بينما طالبت لجنة الدفاع والأمن القومي بالمجلس، المجتمع الدولي والدول الراعية لاجتماع برلين، بتحمل مسؤولياتهما تجاه ما وصفته بالغزو التركي، داعية الموقعين على مخرجات برلين، إلى الكف عن غض الطرف عن ممارسات أنقرة، وتعديها على سيادة البلاد، من خلال إرسال الإرهابيين.

Email