تقارير «البيان»

لبنان.. جدران فاصِلة وأسلاك شائكة

أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«ارفع سور السجن، علّي/‏ بكرا الثورة تشيل ما تخلّي».. هتاف تردّد صداه في كلّ زاوية من وسط بيروت، مرفقاً بتوجيه التحيّة للشبّان الذين فقد بعضهم عيناً أو إصبعاً أو يداً.

وتعرّض معظمهم للضرب والرصاص الحديد المغلّف بالكاوتشوك (الرصاص المطّاطي)، فيما لسان حال المتفرّجين على المشهد السوريالي من بعيد يسأل: لماذا يرفعون السور مرّة تلو المرّة أعلى من ذي قبل.

تطور

هناك، هتف المتظاهرون مراراً ضدّ «مجلس الحراميّة»، وحاولوا انتزاع حواجز الحديد المتحرّكة، ما أدّى إلى تدافع بينهم وبين عناصر مكافحة الشغب. تطوّر التدافع إلى صدام، فعمدت القوى الأمنيّة إلى وضع أسلاك شائكة.

تطوّر الأمر، أغلق حرّاس المجلس النيابي مدخل الشارع بأعمدة حديد وضعوها أفقيةً ثابتةً تصمد أمام التدافع، إلى جانب السواتر الحديديّة المنتهية من الأعلى بدفّة منحنية إلى الخارج، تقيهم انهيال الحجارة عليهم.

«جدار برلين»

ومنذ أن ارتفعت جدران الباطون المسلّح، لتقفل المداخل المؤدّية إلى مجلس النواب، بدأ الحديث عن «جدار برلين» في وسط بيروت. ذلك المقرّ، الذي كان شاهداً على أهمّ أحداث الجمهورية منذ ما قبل الاستقلال، لم يقفل أبوابه إلا في أيام الحرب الأهليّة، يستذكر «أبو سليم»، إذ «كان بإمكان الناس، أيّاً كانوا، أن يتمشّوا في ساحته ويقتربوا من بوابته.

وأن يدخلوا إليه بعد تدابير أمنيّة روتينيّة عاديّة، ويلتقطوا الصور أمامه ويغادروا بسلام».

«ثورة 17 أكتوبر»

وعلى مقربة من المكان، حيث السراي الكبير، حاول بعضهم نزْع السور الحديدي والأسلاك الشائكة، احتفاءً بذكرى مرور 100 يوم على «ثورة 17 أكتوبر».

وذلك بعدما «ضقنا ذرعاً بالسلطة السياسيّة التي تجاهلت مطالبنا بحكومة مستقلّة تنبع من ثورتنا»، يقول الناشط هادي لـ«البيان»، غامزاً من قناة الساحة التي باتت «مقفلة»، بعدما سوّروا جميع مداخل المجلس النيابي والسراي الحكومي بالجدران الإسمنتيّة الشاهقة.

«من بيوتكم من بيوتكم حَ تجي الثورة تشيلكون»، و«ثوّار أحرار منكمّل المشوار»، هتافات ردّدها هادي مع المتظاهرين الذين تقدّمتهم لافتة كبيرة كُتِب عليها «لا ثقة بحكومة التكنومحاصصة».

Email