«# ثورتنا عيونكم».. تضامناً مع عيون انطفأت ليضيء لبنان

من حراك لبنان.. يافطة تطالب بتنحي باسيل | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

«# ثورتنا عيونكم» و«# أوقفوا قنْص العيون».. وسْمان استطاعا، في الساعات الأخيرة، تصدّر موقع «تويتر»، ضمن حملة تضامنيّة شارك فيها لبنانيّون بنشر صور لهم، مع حجب العين اليسرى.

والحملة لم تأتِ من العدم، بل اقتضاها فعل الإصابات البليغة التي طالت عدداً من المحتجّين، نهاية الأسبوع الفائت في محيط المجلس النيابي في وسط بيروت، على يد قوى مكافحة الشغب، وصل بعضها إلى فقدان البصر، عدا عن فقدان الذاكرة.

وفي سجلّ «ثوّار لبنان» حكايات وتفاصيل كثيرة في هذا الشأن، إلا أنّ حكاية عبد الرحمن جابر شكّلت الشرارة الأولى لانطلاق حملتهم «ثورتنا عيونكم»، تضامناً مع جميع جرحى من أسموهم «شبّيحة الأمن».. الشاب العشريني فقد بدايةً جزءاً من بصره، جرّاء إصابته برصاص مطّاطيّ في عينه، ما أفقده البصر بشكل نهائي. انتشرت قصّته، وخصِّصت له لوحة فنيّة، يظهر فيها على شاكلة بورتريه مضمّدة عينه، مرفقةً بتعليق والدته: «عيوني لابني، وإن شاء الله بينطفوا عيونن وبينحرق قلبن عَ ولادن».

سبحة الأسماء

وتكرّ سبحة الأسماء، لترسو على اسم شربل فرنسيس، الذي أصيب أيضاً في عينه، بعد تعرّضه لقنبلة مسيّلة للدموع، كما جاد أسطفان، وغيره ممّن «انطفأت عيونهم، فقدّمت نورها لإشعاع الثورة»، وفق تعبير الناشطة ربى، غامزةً من قناة «رجال الدولة الذين تنحّوا عن مسؤوليّاتهم، حيال عناصر السلطة وحرّاسها، الذين تقصّدوا إطلاق الرصاص المطّاطيّ من مسافة قريبة لإيذاء المحتجّين، في انتهاك فاضح للقوانين»، و«كأنّ السياسيّين ذهبوا في رحلة إلى القمر إلى حين انتهاء الكابوس».

الحملة التضامنيّة «أقلّ واجب ومساندة أمكن تقديمها للمصابين»، يقول ربيع لـ«البيان»، مؤكداً أنّ «الحقيقة التي يدركها المحتجون ستبقى شوكة في عيون سلطة فاقدة للبصر والبصيرة في آن». وبعد إصابات مباشرة في العيون بالرصاص المطّاطيّ وقنابل الغاز، اعتبر ربيع أنّ السلطات «تتعمّد هذه الأساليب لإخافة المتظاهرين».. وهنا تكمن تفاصيل حكاية التضحيات من قصّة وطن تتمّ استعادته، وفق رؤية «الثوّار».

قنص العيون

«السلطات تقتلع عيون الشعب لأنّه أبصر»، «النظام في لبنان مجرم رسميّاً»، «ثورتنا عيونكم مهما طفّوا نور البصر»، «الأذيّة والوحشيّة مشْ أمن»، «المحاسبة مطلوبة».. ورسالة إلى من يعنيهم الأمر: «أوقفوا قنْص العيون، لأنّنا نريد أن نرى لبنان الجديد الذي نحلم به»، مرفقةً بهاشتاغ «من الشارع مشْ طالعين /‏ لبنان ينتفض»، أمّا على أرض الحراك هناك، فـ«استراحة محارب»، حيث انصرفت فرق التنظيف إلى لملمة آثار التخريب والخسائر ‏والحجارة التي أصابت الجهات الخارجيّة لمبنى مجلس النواب في ساحة النجمة ومحيطه.

وفي المقلب الآخر، وردّاً على الحملة التضامنيّة، أشارت المديريّة العامة لقوى الأمن الداخلي إلى أنّها ناشدت، بمكبّرات الصوت، المتظاهرين السلميّين بالابتعاد عن الساحات. علماً أنّ ما من أحد يشكّ في أنّ المشهد العنيف الذي ساد وسط بيروت، في نهاية الأسبوع الفائت، أشار بوضوح إلى أنّ المواجهة بين السلطة والمحتجين انتقلت إلى مرحلة أقسى.

Email