تقارير « البيان »

حي منظر.. عودة رغم الخطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدو قرية منظر جنوب مدينة الحديدة ساكنة بسلام بعد عام ونصف على تحريرها من قبضة ميليشيا الحوثي، لكنه سلام مشوب بالجراح الكثيرة ومناظر الدمار ووجع التهجير وبالترقب الدائم لعودة قذائف الحقد الإيرانية، فطالما غدرت بالسكان المسالمين محيلة حياتهم إلى كابوس وخوف من المجهول.

شهدت قرية منظر عودة ثلاثمائة أسرة من أصل ألف أسرة كانت تقطنها قبل حملة التهجير الحوثي، حسب إحصاءات رسمية، ويعمل أغلب سكانها بمهنة الصيد وحياكة المآزر التهامية وفي استخراج الملح من البحر.

وكانت الميليشيا قد بدأت بتهجير أهالي منظر مطلع العام 2018 مستخدمة أساليب عدوانية مباشرة وغير مباشرة منها اقتحام المنازل وطرد سكانها بالقوة أو الملاحقة والاعتقال والإخفاء القسري والتمترس فوق أسطح البيوت والمدارس ونشر شبكات الألغام في البحر والبر والتضييق على حياة المواطنين وقطع مصدر دخلهم ما اضطر الكثير منهم إلى النزوح باتجاه مناطق سيطرة الشرعية طلباً للأمان.

وبعد تحرير القرية كان حلم العودة يراود سكانها لكن الميليشيا لا تزال على مقربة منهم حيث واصلت استهدافهم بشكل متكرر طيلة العام الماضي ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات منهم وتدمير 200 منزل منشآت أهلية وحكومية بشكل كلي وجزئي. يتم تغذية قرية منظر بمياه الشرب من الخزانات الرئيسية في مدينة الحديدة والتي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين وقد عمدت إلى قطعه ومنع تدفق الماء إلى القرية الأمر الذي فاقم من بؤس ومتاعب المواطنين الذين قرروا تحدي الميليشيا والعودة إلى بيوتهم رغم المصاعب والأخطار التي تعترض سبيلهم.

وقال مدير عام مديرية الحوك، التي تتبعها قرية منظر إدارياً، أيمن جرمش إن العمل جار لتطبيع الحياة في القرية والأجزاء المحررة من المديرية وإعادة الخدمات الأساسية التي قطعتها ميليشيا الحوثي.

وأضاف جرمش لـ«البيان»: هناك مشروع حيوي جاهز ويتمثل بمد القرية بالماء الصالح للشرب من مديرية الدريهمي وهذا المشروع سينهي معاناة أهالي حي منظر.

Email