قصة خبرية

«أم الثوار»..تبحث عن قيم بابل

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من عمرها الأربعيني، ترى السيدة «أم سلام» أنها أم لكل المتظاهرين، حتى الذين يكبرونها في العمر، لذلك تتخذ في الصفوف الأولى موقعاً لها، وتلهب حماس المتظاهرين الشباب بأهازيجها الوطنية، وهتافاتها المطالبة بالتغيير الشامل.

وتقول أم سلام، إن معظم المتظاهرين والمعتصمين في ساحة «مجسّر الثورة»، بمدينة الحلّة، مركز محافظة بابل، إن لم يكن كلهم، غير منتمين إلى أي حزب سياسي، وحتى لو كان المتظاهر منتسباً لأحد الأحزاب، فهو هنا بصفته الشخصية، وبهويته العراقية، لا غير.

ومعروف عن أم سلام، أنها ناشطة في إحدى منظمات المجتمع المدني «الإنسانية»، إلا أنها في ساحة التظاهر بصفتها الشخصية العراقية، وأنها تفتدي بنفسها كل واحد من المتظاهرين.

وتوضح أم سلام، أنها لا تكتفي بالتظاهر وشحذ الهمم، وإنما تتواصل مع عائلات المتظاهرين والمعتصمين، لتوفير كل ما يحتاجونه، من الطعام والعصائر والملابس والواقيات من الأمطار، وما إلى ذلك.

وتضرب مثالاً على الدوافع الأساسية للتظاهر، بأنها أفضل حالاً من الكثيرين غيرها، ولكنها تريد عيشاً أفضل وأماناً، لها ولزوجها، ومدارس جيدة لأبنائها، وكليات وجامعات بمستوى رفيع، بما ينسجم مع حضارة العراق.

وترى أن معظم الساسة الذين حكموا العراق طيلة أكثر من 16 سنة، لا يعرفون شيئاً عن تاريخ وحضارة العراق، ولاسيما الحضارة البابلية، التي يعيش أهالي بابل في كنفها، فقراء ومعوزين، فيما كانت من أغنى وأرقى الحضارات في العالم، وهي ذات إحدى عجائب الدنيا السبع المعروفة «حدائق بابل المعلقة».

وتختم: هل يجوز أن يعيش أبناء حضارة بابل العريقة في ظل التجهيل والتخويف، وان يعيش أبناء الحدائق في الخرائب والشوارع التعيسة وانعدام الخدمات... نحن لا نريد جنائن محافظتنا الآن، وإنما نريد الوطن الذي نفتقده.

Email