تساوي الاحتمالات في مؤتمر برلين

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع خبراء والمشاركون في استطلاعات «البيان» التي أجرتها على موقعها الإلكتروني وموقعي «تويتر» و«فيسبوك» على أن التعقيدات الكبيرة في الملف الليبي من شأنها أن تهزم مؤتمر برلين المتوقع انعقاده اليوم، مؤكدين أن الاحتمالات تكاد تكون متساوية بين النجاح والفشل، وتباينت التوقعات إزاء المأمول من مؤتمر برلين حول الأزمة في ليبيا؛ ما بين توقعات بأن يكون هناك توافق دولي حازم يفتح الباب أمام التوافق على حل للأزمة، وتوقعات أخرى يرى أصحابها أن المؤتمر قد يكون «ولد ميتاً» على أساس الشروط، التي يطرحها الطرفان المتنازعان في ليبيا، وبعضها شروط «التوافق عليها قد يكون مستحيلاً»، على حد قول البعض.


وقال مستشار المنظمة الليبية للدراسات والأمن القومي، رمزي الرميح لـ«البيان» من القاهرة، إنه يعتقد أن يكون هناك إجماع دولي على حل الأزمة في ليبيا، وهو ما يتضح من خلال حجم الحضور والمشاركة في المؤتمر، بمشاركة رؤساء دول وحكومات كبرى، فضلاً عن 3 منظمات إقليمية، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك قرار ملزم من مجلس الأمن، بعد أن تُرفع إليه توصيات المؤتمر، يتضمن إقرار حل الميليشيات ونزع السلاح في ليبيا تحت إشراف الأمم المتحدة والقوات المسلحة الليبية، لكنَّ المحلل السياسي الليبي، محمد الزبيدي، قال لدى مشاركته في استطلاع «البيان»، إن ما تسرّب من بنود ومؤشرات بخصوص مؤتمر برلين «لا يوحي بإحداث تقدم ملحوظ» من وجهة نظره، مبدياً خشيته من أن تخدم نتائج المؤتمر المصالح التركية في ليبيا بصورة غير مباشرة، من خلال محاولة «إدماج الميليشيات في مؤسسات الدولة»، على رغم أن تلك الميليشيات هي سبب خراب البلد.


وطبقاً للسياسي الليبي، محمد العباني، لدى مشاركته في استطلاع «البيان»، فإنه لا يعتقد أن يؤدي مؤتمر برلين إلى نتائج مأمولة تفصل بين الطرفين، على اعتبار أن لكل طرف «شروطاً مستحيل يقبلها الطرف الآخر» على حد وصفه. وقلل من إمكانية أن يلعب الضغط الدولي لفرض حل للأزمة دوراً، على اعتبار صعوبة تطبيق شروط كل طرف.


أما أستاذ العلاقات الدولية د. طارق أبو هزيم فأكد أن الملف الليبي في غاية التعقيد، وأن البعد الأساسي لمؤتمر برلين هو تدويل الأزمة الليبية وقطع قدرة الأتراك على المواصلة، ولكن الأتراك لديهم الكثير من الأوراق التي من خلالها سيصرون على بقاء دورهم الأبرز، بالنسبة لهم فإن تواجدهم هنالك له انعكاسات عديدة خاصة في ما يتعلق بالأمن القومي التركي.


أضاف: المؤشرات تشير إلى أهمية التوصل إلى تسوية بين الأطراف دون تجاوز الدور التركي، والتعويل على هذا المؤتمر لن يحدث إلا إذا كانت تسوية متوازنة. لا شك أن التوجه بوصلته نحو التدويل.


ومن جهته أشار المحلل السياسي عريب الرنتاوي إلى أن الأزمة الليبية مدّولة منذ البداية، وناقشتها الأمم المتحدة وأصدرت بحقها مجموعة من القرارات الدولية وهنالك موفد أممي دائم يدير هذا الملف.

Email